تحتاج البحوث العلمية بشكلٍ علم، والبحوث الإحصائية بشكل خاص إلى مجموعة من البيانات أو المعلومات التي يتم جمعها من خلال أدوات البحث العلمي، كالاستبيان والاختبار والمقابلات وغيرها من أدوات البحث العلمي، وجمع البيانات من خلال مجتمع الدراسة ككل يعتبر نطاقًا واسعًا على الباحث العلمي، وهنا يبرز دور تحديد حجم العينة في البحث العلمي، فأسلوب العينة يوفر الكثير من الوقت والجهد على الباحث، وسنتعرف من خلال هذا المقال أكثر عن العينات في البحث!
ما هو تعريف العينة في البحوث العلمية؟
تعتبر العينة هي جزء من مجتمع البحث يعمل الباحث العلمي على اختيارها للحصول على المعلومات الخاصة بالبحوث العلمية، ويمكن تعريفها كذلك بأنها جزء مهم من أجزاء المجتمع، يختاره الباحث بدقة من خلال مجموعة من طرق اختيار العينة ومن ثم يبدأ الباحث في دراسة العينة وبعد ذلك يقوم بتعميم النتائج على مجتمع الدراسة.
ما هي أهمية عينة الدراسة؟
يعتبر تحديد حجم العينة في البحث العلمي واختيار العينة من أهم ما يقوم به الباحث للحصول على المعلومات الخاصة بالبحث، وسنقوم بتوضيح أهمية العينة من خلال مجموعة من النقاط وأهم هذه النقاط ما يلي:
1-تعتبر وسيلة فعالة في الوصول إلى كافة النتائج الخاصة بالبحث العلمي.
2-عند استخدام أسلوب العينة فإن الباحث يوفر الكثير من الوقت والجهد.
3-بإمكانك من خلال العينة أن تحصل على الكثير من المعلومات المتعلقة بالدراسة.
ما هي أنواع العينات في البحث العلمي؟
يوجد للعينة الخاصة بالبحث العلمي الكثير من الأنواع، سنقوم بذكرها من خلال هذه الفقرة، فأهم أنواع العينة ما يلي:
أولًا: العينات الإحتمالية أو العشوائية – Probabilistic Sample
يعتبر هذا النوع من أنواع العينات من أفضل الأنواع، وذلك لأنك ستضمن من خلاله أن تكون كافة النتائج تمثل مجتمع الدراسة بشكل دقيق، وأهم ما يميزها بأنها غير متحيزة على الإطلاق، ويمكن تعميم النتائج الخاصة بهذا النوع من العينات على أفراد المجتمع.
1-العينة العشوائية البسيطة – Random Sample
تعتبر العينة العشوائية البسيطة أحد أنواع العينة في البحث العلمي، ويتم الاستعانة بهذا النوع من العينات عندما يكون هناك تجانس بين كافة أفراد العينة، وكذلك عندما يكون جميع أفراد المجتمع معروفين.
2-العينة العشوائية المنتظمة – Systematic Random Sample
العينة العشوائية المنتظمة يتم استخدامها عندما تتم دراسة كافة المجتمعات بطريقة متجانسة، تعتبر العينة العشوائية المنتظمة أقل تحيز بكثير من العينة البسيطة، وذلك في حالة أن المجتمع الخاص بالدراسة غير متجانس.
3-العينة الطبقية العشوائية – Stratified Random Sample
يتم الاستعانة بالعينة العشوائية الطبقية في كافة المجتمعات التي تتميز بعدم التجانس، ونقصد بذلك أن يكون المستوى التعليمي أو الجنس أو غيرها من الخصائص، ولذلك إذا كان مجتمع الدراسة الخاصة ببحثكمتباينًا فإن العينة الطبقية العشوائية هي العينة الأنسب.
4-العينة العنقودية – Cluster Sample
يتكون المجتمع الخاص بالدراسة من مجموعة من التجمعات، ويطلق الباحثون على هذه التجمعات اسم العناقيد، وفي حالة احتياجك إلى أخذ عينة من المجتمع الخاص بالدراسة فإن العينة العنقودية هي الأنسب.
ثانيًا: العينات الغير احتمالية – Non Probabilistic Samples
يتم اختيار العينات الغير احتمالية بطريقة غير عشوائية، على عكس العينات العشوائية، ويتم ذلك من خلال مجموعة من المعايير أو الأسس يعمل الباحث على وضعها فتساعده على اختيار العينة الخاصة بالدراسة، يتحيز الباحث في هذا النوع من العينات إلى الاختيار، وأهم هذه العينات ما يلي:
1-العينة العمدية
يتم الاعتماد بشكل أساسي في هذا النوع من العينات على الخبرة والمقدرة الخاصة بالباحث، ويختار الباحث في هذه الحالة العينة الملائمة بشكل أساسي للدراسة التي يقوم الباحث بإجرائها.
2-عينة الحصص
تعتبر عينة الحصص واحدة من أنواع العينات التي تندرج تحت العينة العمدية، ويتم في هذه الحالة اختيار مجموعة من الأشخاص بشكلٍ متعمد، ويتم التأكد أن كافة الأشخاص الذين تم اختيارهم تطبق عليهم الشروط المطلوبة، وعند حاجتك للحصول على المعلومات عن الرأي العام فإن عينة الحصص هي الأمثل.
3-العينة الفرضية
يتم استخدام العينة الفرضية عندما لا يكون لدى الباحث أي خيار يستخدمه لتحديد المجتمع الخاص بالبحث، أو عند تحديد أهم العناصر المكونة للبحث العلمي.
4-العينات النمطية
إذا أراد الباحث أن يقوم باختيار مجموعة من العناصر الجديدة الخاصة بالبحث، وإذا كانت هذه العناصر مكونة للبحث بالفعل فإن العينة النمطية هي الأمثل في هذه الحالة.
5-عينات الصدفة
تعتبر عينات الصدفة واحدة من أهم العينات، وفي هذه الحالة يتم اختيار أفراد العينة من خلال الصدفة، فإذا التقى الباحث العلمي بأفراد العينة عن طريق الصدفة يبدأ في سؤالهم والحصول من خلالهم على المعلومات.
ما هي طرق اختيار العينة في البحث العلمي؟
قبل أن نتناول كيفية حساب حجم العينة في البحث العلمي يجب أن تتعرف على طرق اختيار العينة في البحث العلمي، وليتم اختيار العينة يمكنك أن تتبع أكثر من طريقة وأهم هذه الطرق ما يلي:
أولًا: اختيار العينة عشوائيًا
تعتبر طريقة اختيار العينة عشوائيًا من أهم الطرق وأفضلها للحصول على العينات، ومن خلال هذه العينة يمكن أن تدخل جميع طبقات المجتمع في العينة الخاصة بالدراسة.
ثانيًا: اختيار العينة طبقيًا
يمكن أن يتم كذلك اختيار العينة الخاصة بالبحث بطريقة طبقية، ويتم تحديد أفراد العينة من خلال المجموعات الفرعية المتواجدة في المجتمع الخاص بالدراسة.
ثالثًا: اختيار العينة من خلال الفئات أو التجمعات
بإمكان الباحث أن يقوم باختيار العينة من خلال مجموعة من الفئات أو التجمعات، ويتم اتباع أسلوب اختيار العينة بشكل عشوائي، على سبيل المثال المدارس والمستشفيات، ومن أهم مميزات هذا الأسلوب أنه لا يحتاج إلى وقت طويل، وكذلك فإن تكلفته أقل بكثير من العينات الأخرى.
رابعًا: اختيار العينة المنتظمة
العينة المنتظمة لا تمنح جميع أفراد مجتمع الدراسة فرصة الدخول في العينة، ولا يجب أن يتم استخدامها في حالة أن المجتمع الخاص بالدراسة له مجموعة من الظواهر الدورية على مجموعة من الفترات المتساوية.
بإمكانك أن تتعرف على كيفية تحديد حجم العينة باستخدام برنامج SPSS من خلال هذا المقال.
ما هي أهم شروط اختيار العينة؟
لتقوم باختيار العينة، أو لتحديد حجم العينة في البحث العلمي يجب أن تراعي مجموعة أساسية من الشروط وأهم هذه الشروط ما يلي:
1-اختيار إطار ملائم لأخذ العينات؛ حتى لا يحدث تحيز من الباحث.
2-يجب اختيار الطريقة أو الآلية المناسبة لتقدير العينة بشكل صحيح.
3-يجب أن يتم التعامل مع كافة العينات بطريقة صحيحة.
4-عليك أن تلجأ إلى عدم التحديد والذي يقضي بعدم إيضاح عملية المراقبة للمستجيبين.
5-على الباحث أن يكون حيادياً ومنطقياً أثناء التعامل مع المستجيبين.
ما هو حجم العينة في البحث العلمي؟
يعتبر حجم العينة في البحث العلمي معبرًا عن حجم عينة الدراسة، ويعتمد هذا الحجم على الغرض من الدراسة، وكذلك يعتمد على طبيعة المجتمع الخاص بالبحث، علاوةً أن حجم العينة يعتمد بشكل أساسي على النمط الخاص بالعلاقات التي يكشف الباحث عنها.
كيف يتم اختيار حجم عينة الدراسة؟
يتم اختيار حجم العينة في البحث العلمي من خلال مجموعة من الخطوات وأهم قواعد من أجل اختيار حجم عينة الدراسة ما يلي:
1-تحديد مجتمع الدراسة بشكل دقيق
تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات التي تستخدم في تحديد حجم العينة في البحث العلمي، ويقوم الباحث بتحديد اسم المجتمع وكذلك يتم تحديد صفاته وأهم خصائصه.
2-تحديد كافة أفراد المجتمع الخاص بالدراسة
في هذه الخطوة يتم تحديد كل فرد من أفراد المجتمع، ومن ثم يجب أن يتم كتابة هذه الأفراد في جدول، ويتم ترقيمهم من خلال مجموعة من الأرقام المتسلسلة، وبذلك ستختار عينة البحث بشكل سهل وبسيط.
3-تحديد المتغيرات الخاصة بالدراسة
في هذه الخطوة من خطوات اختيار حجم العينة في البحث العلمي يتم تحديد كافة المتغيرات الخاصة بالدراسة، ونقصد بذلك المتغيرات الداخلية أو المتغيرات غير المدروسة.
4-تحديد العدد المناسب من أفراد العينة
يتم في هذه الخطوة اختيار وتحديد العدد المناسب من أفراد عينة الدراسة، ومن أهم المعايير التي تساعد على تحديد عدد أفراد العينة عنصر التجانس والتباين الخاص بالمجتمع، عندما يزداد التجانس يقل عدد الأفراد الذين يتم اختيارهم كعينة عشوائية والعكس.
5-التمييز بين كل من العينة الاحتمالية والغير احتمالية
يتم التمييز بين كل من العينة الاحتمالية والعينة الغير احتمالية وذلك لأن العينة الاحتمالية يتم استخدامها لاختيار المفردات بشكل عشوائي، وتخضع العينة الاحتمالية لقوانين الاحتمالات، بينما في حالة العينة الغير احتمالية ستجد أنها لا تخضع للقوانين الخاصة بالاحتمالات.
6-استخدام القوانين التي تستخدم لتحديد حجم العينة
في هذه الخطوة من الخطوات المستخدمة في تحديد حجم العينة في البحث العلمي يتم الاستعانة بمجموعة من القواعد أو القوانين، وأهم هذه القواعد ما يلي:
-يعتبر الحجم من 30 إلى 50 مفردة ملائمًا لجميع الأبحاث.
-يجب أن تنتبه ألا يقل عدد العينات عن 30 عينة.
-لا تقل مفردات العينة عن عشرة أضعاف عدد متغيرات الدراسة.
وبذلك نكون قد أجبنا على التساؤل كيف يتم تحديد وحساب حجم العينة؟ وسنتعرف الآن على المعايير التي تجعلنا نختار العدد المناسب الخاص بعينة الدراسة، ويتم ذلك من خلال الآتي:
بإمكانك أن تتعرف أكثر على التحليل الإحصائي في البحث العلمي من خلال هذا المقال.
كيف يتم تحديد العدد المناسب لعينة الدراسة؟
-إذا كانت الدراسات وصفية، يتم استخدام 20% من أفراد المجتمع كعينة للدراسة.
-إذا كانت دراسة مرتبطة بالعلاقات، ينبغي ألا يقل عدد أفراد العينة عن 20 فرد.
-في حالة الدراسات التجريبية أو شبه التجريبية، يتم اختيار 15 مفردة كعينة.
-إذا كان مجتمع الدراسة متجانسًا، ستكون العينة عشوائية بنسبة 10%.
-إذا كان مجتمع الدراسة غير متجانس، ستكون العينة عشوائية بسيطة بنسبة 23%.
ما هي خطوات اختيار عينة الدراسة؟
بعد أن قمنا بشرح أهم الطرق التي تستخدمها لاختيار حجم العينة في البحث العلمي، سنقوم باختصار بتوضيح أهم الخطوات الواجب اتباعها لاختيار عينة الدراسة، ويتم ذلك من خلال الآتي:
1-تحديد وحدة العينة، هل وحدات العينة هم أفراد أم شركات؟ ويجب أن تحدد بدقة العينة الخاصة بك وتحدد ما إذا كانت تدرس الاختلاف بين الأفراد أم بين الشركات
2-تحديد مجتمع البحث ما هو المجتمع الذي يسعى الباحث إلى الحصول على عينة ممثلة له.
3-تحديد حجم العينة، ويتم ذلك من خلال تحديد هل المجتمع متجانس أم متباين، وكذلك تحديد أهم الموارد والإمكانيات المتاحة لدى الباحث.
4-تحديد طريقة اختيار العينة، ويتم استخدام واختيار الطريقة الملائمة لاختيار العينة الخاصة بالبحث العلمي الخاص بك.
أهم النصائح والإرشادات عند اختيار عينة الدراسة
1- يجب أولاً تحديد مجتمع البحث الذي ستجرى عليه الدراسة إذا أن الحجم المناسب للعينة يعتمد بشكل كبير على مجتمع الدراسة ونمط العلاقة بين المجتمع والعينة.
2-يمكن الرجوع إلى دراسات أخرى قد تناولت نفس الموضوع أو اتبعت نفسه الأهداف أو الخطوات ومن خلال مراجعة أكثر من دراسة يمكن تحديد متوسط الحجم المناسب.
3-لا ضرر من الزيادة في الحجم إذ أن الزيادة تؤثر بشكل إيجابي في الآتيان بنتائج أكثر دقة، أما النقصان في حجم العينة قد يؤثر على دقة البيانات والنتائج.
4-تحديد ما إذا كانت خصائص المجتمع متشابهة أم متباينة، فإذا كان التشابه في خصائص مجتمع الدراسة كبيراً فإن الباحث لا يحتاج إلى عينة كبيرة لتمثيل ذلك المجتمع.
أما إذا اتصف مجتمع البحث بالتباين فلا يوجد عدد محدد يلتزم به الباحث ويمكنه في تلك الحالة أخذ أي عدد يحدده من وجهة نظرة.
5-يتم تحديد حجم العينة وفقاً لمنهج البحث في العديد من الحالات، فعلى سبيل المثال: نوعية الدراسات التي تستخدم المنهج المسحي تستلزم أكبر عدد ممكن لتمثيل مجتمع البحث ذلك على عكس الدراسات التجريبية والتي تحتاج عدد أقل.
6-يشير العديد من المتخصصون في المجال الإحصائي إلى أن العدد من 30 إلى 50 مفردة هو عدد مثالي في أغلب الأبحاث العلمية. بينما قد يستخدم الباحث عينة تتراوح بين 10 إلى 20 مفردة في البحوث التجريبية.
7-يعتبر متوسط حجم العينة المناسب من وجهة نظر إحصائية هو:
– في حالة البحوث التي تعتمد على المنهج الوصفي تعتبر النسبة المثالية هي 20% من مجتمع البحث الذي قد تتراوح النسبة الإجمالية لجميع أفراده ما بين (المئات).
ونسبة 10% للمجتمع المتوسط الذي قد تتراوح النسبة الإجمالية لجميع أفراده ما بين (الآلاف)، ونسبة 5% من مجتمع البحث الذي قد تتراوح النسبة الإجمالية لجميع أفراده ما بين (عشرات الآلاف).
– في حالة البحوث التي تعتمد على المنهج التحليلي للعلاقات الإرتباطية يجب أن تزيد أعداد أفراد العينة عن عشرين مفردة والأفضل أن تتراوح ما بين 50 إلى 100 مفردة.
– في حالة البحوث التي تعتمد على المنهج التجريبي أو شبه التجريبي يجب أن يزيد عدد العناصر عن 15 عنصر لكل مجموعة إذا تكونت العينة من مجموعتين أو أكثر.
الكاتب: تقي خالد
تاريخ النشر: 11 يونيو 2022م
الرابط الأصلي للمقال: https://tinyurl.com/5xmjjcsf