أدوات جمع البيانات المستخدمة في قياسات الرأي- أ.بسمة حسن عبدالعال حسن- مؤسسة جسر لأبحاث المسوح

مقدمة
جمع البيانات هو خطوة من الخطوات الهامة في إجراء الأبحاث الميدانية والتي من خلالها يتم الحصول على البيانات اللازمة لإتمام دراسة معينة أو تحديثها، والتي على أساسها يتم تحليل البيانات وفهمها واستخراج النتائج. ويلزم لإتمام تلك الخطوة بجودة ودقة أن يتم تدريب الباحثين على كيفية جمع البيانات بدقة، والقواعد التي يجب عليهم إتباعها أثناء عملية جمعها. ويستعرض هذا المقال أدوات جمع البيانات المختلفة ومميزات وعيوب كل منها.

أدوات جمع البيانات

  1. استخدام معلومات سابقة مجمعة

في الوقت الحالي أصبح من السهل أن يكون هناك  سجلات عن كل شئ في جميع المجالات، مثال على ذلك كشف بأسماء المرضى في عيادة معينة وحالاتهم، وسجل يضم جميع أسماء العاملين في جهة معينة وخصائصهم المختلفة..الخ. وتسمى هذه الطريقة جمع البيانات الثانوية أو المكتبية، حيث يتم جمع بيانات تم جمعها من قبل. وتعد أهم مميزات هذه الطريقة هو وجود سجل بمعلومات جاهزة يمكن العمل بها في أي وقت، ولكن لهذه الطريقة عيوبها أيضاً حيث أن البيانات قد تكون قديمة أو مجمعة بشكل غير سليم أو لا يمكن الحصول عليه لأسباب قانونية.

  1. المقابلة الميدانية

وهي عبارة عن حوار بين الباحث والمبحوث (المرسل والمستقبل)،  يتم فيه تسجيل إجابات المبحوث على الأسئلة التي يلقيها عليه الباحث.، ويعد هذا الأسلوب هو الأكثر شيوعًا في أدوات جمع البيانات، حيث يتم فيه جمع البيانات عن طريق مقابلة المبحوثين وجهًا لوجه. وتعد  مميزات هذا الأسلوب هو أنه في حالة كان المبحوث أُميّا ًأو في حالة وجود سؤال غير مفهوم فإنه يتم استيضاحه من الباحث وبالتالي يتم الحصول على معلومات  دقيقة، كما أنه يعطي فرصة للباحث لإقناع المبحوث بالمشاركة في حالة ما إذا كان رافضا أو مترددا للمشاركة، أما عن عيوب هذه الطريقة  فتتمثل في ارتفاع التكاليف وكونها تتطلب وقتاً ومجهوداً إلى جانب القلق من عدم التزام الباحثين بصياغات الأسئلة أو تأثيرهم على المبحوثين مما قد يسبب تحيزا في النتائج بالإضافة إلى قلق المبحوثين أحيانا من السماح للباحثين بدخول منازلهم.

ولتحسين النتائج من المقابلة الميدانية يجب تدريب الباحثين ومتابعتهم جيدا بحيث يتم تجنب إلقاء الاسئلة بتحيز، بالإضافة إلى اختبار الاستمارة لتجنب وجود أي خطأ بها، كما يجب على الباحث تعريف نفسه وهدف البحث والمؤسسة في البداية مع إظهار تصريحات العمل التي تم الحصول عليها من الجهات الرسمية لطمأنة المبحوث وضمانه لسرية بياناته.

  1. الهاتف

وهو من الطرق الشائعة والمفضلة لجمع البيانات نظرًا لسهولة استخدامه وكذلك لأنه ومع التطورات التكنولوجية أصبح متوافراً لدى معظم الأشخاص، حيث يتم استخدام الهاتف الأرضي أو المحمول. وقد اتجهت جهات استطلاع الرأي في مصر إلى استخدام  الهواتف المحمولة خاصة بعد اندثار الهاتف المنزلي وانخاض تكاليف استخدام الهاتف المحمول. وتعد مميزات استخدام الهاتف في جمع البيانات هي قلة التكلفة والسرعة في الحصول على استجابات وسهولة إجرائه حيث يتم استخدام أسلوب توليد الأرقام العشوائي، بالإضافة إلى توافر قائمة بأرقام الهواتف لدى الجهات المختصة مما يتيسر معه سحب العينة المطلوبة منها (توافر الإطار)، كما أنه يسهل معه مراقبة الباحثين، أما عن عيوبه فنظرا لوجود باحث فهناك قلق أيضا من تأثير الباحث على إجابات المبحوث وبالتالي تحيز الإجابات (مثله مثل المقابلة الميدانية)، بالإضافة إلى عدم تمثيله للفئات التي لا تملك هاتف وإن كان الإحصائيين قد توصلوا للعديد من الأساليب التي تعالج ذلك.

  1. المشاهدة أو الملاحظة

وهو أسلوب يعتمد على الملاحظة والمراقبة الدقيقة لسلوك معين أو ظاهرة معينة ولا يوجد اضطرار للاتصال المباشر مع مفردات العينة، ويتم استخدامها عند الرغبة في معرفة معلومات عن الأشياء على طبيعتها وكذلك عندما تكون أدوات جمع البيانات الأخرى غير منطقية، وهذا الأسلوب شائع بين علماء الطبيعة، ولكن لا يتم استخدامه بصورة مستمرة  أو منتظمة. وتعد مميزات هذه الطريقة هي التحكم في تجنب خطأ الاستجابة لأنه ليس بها التحيزات التي تظهر عند سؤال المبحوث أن يقدم معلومات عن نفسه أو رأيه، وتسجيل معلومات أكثر دقة وتفصيلاً نظرا لتسجيل السلوك وقت حدوثه. أما عن عيوبها فهي كونها تتطلب وقتا وجهدا، بالإضافة إلى الصعوبات التي قد تنتج من تفسير بعض الملاحظات، وكذلك اتجاه بعض الناس للتصنع في سلوكهم أو ردود أفعالهم عند معرفتهم أنهم تحت المراقبة في حالة إذا كانت الملاحظة مرئية.

  1. البريد

وهو يعتبر من أرخص وأقدم طرق جمع البيانات، ويتم من خلال إرسال خطاب عن طريق البريد للعينة المختارة مرفق به الاستمارة والتعليمات التي يجب اتباعها للإجابة عن الأسئلة، وعند عدم الاستجابة من قبل المبحوث في فترة من اثنان إلى أربعة أسابيع يتم إرسال خاب تذكيرى مرة أخرى ويمكن ارسال خطاب تذكيرى لمرة ثالثة.  وفي بعض الأحيان قد يتم ارسال خطاب قبل بدء البحث لشرح موضوع الدراسة وأهميته وموعد بدئه وحث المبحوثين على المشاركة فيه. وتعد مميزات هذا الأسلوب أنه أرخص الطرق المستخدمة في جمع البيانات، كما أنه يترك مساحة من الوقت للمبحوث للإجابة بتأني على أسئلة البحث، أما عن العيوب فتتمثل في طول وقت إجرائه، بالإضافة إلى وجود أشخاص أُميين لن يستطيعوا المشاركة، وأشخاص ليس لديهم وقت، أو يشعرون بالكسل للمشاركة ولا يوجد باحث لحثهم على المشاركة.

  1. الانترنت

ويمكن استخدام الانترنت في جمع البيانات بطريقتين إما عن طريق تصميم الاستمارة على أحد مواقع الانترنت وارسال الرابط للعينة أو عن طريق ارسال الاستمارة على البريد الإلكتروني للعينة المستهدفة.

وتعد مزايا هذا الأسلوب هو انخفاض التكلفة وعدم الحاجة لتغطية تكاليف الباحثين وطباعة الاستمارات، كما أن تغيير الاستمارة يكون أكثر سهولة عما إذا كانت الطريقة باستخدام الهاتف أو عن طريق مقابلة ميدانية في حالة وجود أخطاء بها أو في حالة الرغبة في إعادة ترتيب وصياغة الاسئلة، أما عن عيوبه فهي في حالة استخدامه لقياس رأ ي المجتمع ككل فلا يمكن تعميم نتائجه لعدم توافر إطار بالمجتمع الذي يمكن معه سحب عينة عشوائية ممثلة، حيث أنه يقتصر على الأشخاص الذين لديهم إمكانية الدخول على الانترنت ويستطيعون القراءة والكتابة ولهم إمكانية الدخول على المواقع التي يتم إجراء الاستطلاع من خلالها، كما أن أحد عيوبه هو أنه يمكن لفرد واحد أن يقوم بالمشاركة أكثر من مرة إذا كان الاستطلاع مفتوح للمشاركة بشكل عام.

ولكن أحيانًا ما يكون استخدام الانترنت وسيلة علمية  في الأبحاث إذا كان الإطار متوفرا الذي يتم سحب العينة المستهدفة منه كأن يتم استطلاع رأي موظفين في شركة ما أو أعضاء هيئة التدريس في جامعة معينة، لذلك فلتحسين النتائج منه يجب استخدامه عند توافر إطار بالبريد الالكتروني لكل مفردة من مفردات العينة.

  1. المجموعات البؤرية

هي مجموعة من الأفراد يتم اختيارهم لمناقشة قضية أو موضوع معين لمعرفة الآثار الواقعية التي نتجت عنه عن طريق تبادل الخبرات الشخصية والخاصة بالمبحوث. ومن مزايا المجموعات البؤرية المرونة في تغيير أو ترتيب الاسئلة، وإمكانية الاستفسار والتوضيح والحصول على أدق التفاصيل والفهم العميق لموضوع البحث، أما عن عيوبها فلا يمكن تعميم نتائج العينة على المجتمع،  ومن جهة أخرى قد تخيف الأفراد الخجولين خصوصاً ما إذا كان موضوع النقاش حساس، على سبيل المثال: الإدمان أو خلع الحجاب، إلى جانب أنها تتطلب وقت وجهد وتكاليف باهظة بسبب الحاجة لباحثين على قدر عالِ من الكفاءة والخبرة في موضوع النقاش. ويتراوح عدد الأفراد في المجموعات البؤرية ما بين (12:8) فرد.

المصادر والمراجع:

د.حسين علوان مطلق، كتاب جمع البيانات وطرق المعاينة، 2010.

Suzanne C. Watson, A Primer in Survey Research, 1998, pp. 31-40.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *