جمع بيانات المسوح_ ترجمة: أ. هدير أمجد غريب – مؤسسة جسر لأبحاث المسوح

يستخدم الباحثون العديد من الأساليب لجمع بيانات المسوح، فيمكن الوصول للأشخاص وإجراء إستطلاع للرأي معهم باستخدام طرق مختلفة مثل المقابلات الشخصية وجهاً لوجه أو عن طريق التليفون (سواء كان محمولاً أو خط أرضي) أو عن طريق الإنترنت أو عن طريق الإستبيانات المطبوعة (التي يتم إعطائها للشخص وجها لوجه أو إرسالها بالبريد).

ويمكن أن يكون لاختيار طريقة جمع البيانات تأثير على نوعية الأشخاص الذين يتم دراستهم في المسح، وعلى توفر طرق فعالة لاختيار أفراد من المجتمع، والطرق التي يمكن من خلالها الوصول إلى وإختيار مستجيبين محتملين، وعلى من الذي سيستجيب للبحث. وبالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى تتعلق بالطريقة التي يتم جمع البيانات بها تؤثر على طريقة إستجابة المبحوثين، مثل وجود الباحث أثناء تلك العملية وما إذا كان التواصل سمعي أم بصري. وقد إزداد قيام الباحثين بإجراء مسوح متعددة الطرق حيث يتم التواصل مع المستجيبين وإجراء المقابلات معهم بطرق متنوعة.

وتختلف نسب الإستجابة للمسوح بإختلاف طرق جمع البيانات، كما تتأثر بالجوانب المختلفة المتعلقة بتصميم المسح (مثل: عدد المكالمات/المقابلات، ومدة العمل الميداني، واستخدام الحوافز، وطول المسح…الخ). وخلال السنوات الأخيرة، واجه الباحثون تراجع في نسب المشاركة في معظم الاستطلاعات وهو ما سيتم مناقشته بشكل أوسع في الجزء الخاص بمشكلة إنخفاض نسب الإستجابة.

ويقوم مركز بيو (PEW) بإجراء مسوح الإنترنت والمسوح متعددة الطرق (التي يتم فيها إجراء المقابلات مع الأشخاص بأكثر من طريقة) بالإضافة إلى مسوح التليفونات المحمولة والأرضية. وسوف يتم مناقشة تلك الطرق خلال الأقسام التالية وسيتم إعطاء أمثلة من الاستطلاعات التي تم استخدام فيها كل طريقة، بالإضافة إلى ذلك تضمنت بعض المسوح الخاصة بالمركز إعادة مقابلة المبحوثين لبحث ما إذا كانت قد تغيرت اتجاهاتهم وسلوكهم، على سبيل المثال، خلال سنوات الانتخابات الرئاسية عادة ما كان يتم مقابلة المصوتين الذين تم مقابلتهم في الخريف مرة أخرى بعد الانتخابات لفهم كيف تغيرت آرائهم عما كانت عليه عندما تم مقابلتهم مسبقا.

مسوح التليفونات المحمولة:

قديماً، كانت المسوح التي تستخدم التليفونات تقتصر على استخدام الخطوط الأرضية، ولكن الآن، وبما أن أكثر من نصف الشعب الأمريكي يملك تليفونا محمولا ولا يملك خط أرضي، ازداد عدد المسوح التي يتم إجراء المقابلات فيها عن طريق التليفون المحمول، وفي بعض الفئات الفرعية مثل الشباب، وذوي الأصول اللاتينية وذوي الأصول الأفريقية تعد نسبة استخدام الهواتف المحمولة فقط أعلى، كما أشارت الأبحاث أن نسبة البالغين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة فقط قد ارتفعت، فارتفعت نسبة الخطأ المحتمل في المسوح التي تستخدم الخطوط الأرضية فقط ولا تستخدم التليفونات المحمولة.

يتم استخدام مسوح التليفونات المحمولة مع الخطوط الأرضية لتحسين التغطية ثم تُدمج البيانات بعد ذلك للتحليل. وبالإضافة إلى المشكلات المتعلقة بالمعاينة الخاصة بالتليفونات المحمولة هناك أيضاً تحديات خاصة بإجراء المقابلات على تليفونات المستجيبين المحمولة.

وتعد أحد أهم الإعتبارات التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء إجراء المقابلات عن طريق التليفون المحمول هي ارتفاع التكلفة بصورة كبيرة مقارنة بالمسوح التي تستخدم التليفونات الأرضية، فتزيد تكلفة المقابلة التي تستخدم التليفون المحمول مرة ونصف أو مرتين أكثر من مقابلة التليفون الأرضي، وعلى الرغم من عدم تكرار التكلفة الثابتة المصاحبة لمسوح الخط الأرضي عندما تضاف عينة التليفون المحمول، إلا أن التكاليف الأخرى أعلى (معالجة البيانات ووزنها أكثر تعقيدا في المسوح ذات الأطر المزدوجة)، فمسوح التليفونات المحمولة أعلى في التكلفة بسبب المجهود الإضافي الذي تحتاجه للبحث عن المستجيبين المؤهلين للمشاركة، فهناك عدد كبير من الأشخاص الذين يتم الإتصال بهم عبر الهواتف المحمولة أقل من 18 سنة ومن ثم يكونوا غير مؤهلين لمعظم المسوح التي تستهدف البالغين، كما ترتفع تكلفتها ايضاً بسبب القوانين الفدرالية التي تتطلب أن يتم طلب الأرقام يدوياً (بينما يمكن استخدام أجهزة الإتصال الأتوماتيكية في الخطوط الأرضية قبل تحويل المكالمات للباحثين). بالإضافة لذلك، كثيراً ما يحصل المستجيبين على تعويض مادي لأي تكاليف يمكن أن يتحملوها خلال إستجابتهم للمسح عن طريق التليفون المحمول، فتضيف تلك المدفوعات إلى تكلفة مسوح التليفونات المحمولة بالإضافة إلى الوقت الذي يستغرقه الباحثون لتجميع معلومات عن المستجيبين لإيصال تلك المدفوعات لهم.

كما أن معظم التليفونات المحمولة مزودة بخاصية إظهار رقم الطالب والتي تسمح للشخص أن يعرف الرقم المتصل به قبل أن يقرر الإجابة عليه. ويختلف الأشخاص بشكل كبير في الطريقة التي يستخدمون بها هواتفهم المحمولة، فهناك من يتركه مفتوحا طوال الوقت وهناك من يستخدمه فقط أثناء ساعات العمل أو للطوارئ، كما أنه يمكن أن يكون للبيئة المحيطة تأثير كبير على المستجيب في المسح، فالمستجيبين في المسوح التي تستخدم الهواتف المحمولة يمكن أن يكونوا في أي مكان على عكس تلك التي تستخدم الخطوط الأرضية حيث يكون المستجيب غالباً في المنزل، وهناك قيود قانونية حول استخدام التليفون المحمول أثناء القيادة والمشاكل المتعلقة بالأمان، مما يثير تساؤل حول مشروعية المشاركة في إستطلاعات الرأي عن طريق المحمول أثناء القيادة. وعلاوة على ذلك، غالباً ما يستخدم الأشخاص التليفونات في أماكن مفتوحة مما يعني خصوصية أقل في الحديث مما يؤثر على كيفية إجاباته خصوصاً في المسوح التي تغطي موضوعات حساسة. وبسبب تلك الإعتبارات يقوم الباحثون بسؤال المستجيبين ما إذا كانوا في مكان آمن وما إذا كان بإستطاعتهم الحديث بحرية قبل أن يبدأوا المقابلة، وأخيراَ، جودة شبكة الإتصال يمكن أن تؤثر على إستكمال المقابلة كما أن المقاطعات تكون أكثر عند استخدام المحمول.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نسب الاستجابة للمسوح التي تستخدم التليفونات المحمولة عادة ما تكون أقل من تلك التي تستخدم الخطوط الأرضية، وبالنسبة لجودة البيانات، أشار بعض الباحثين أن المستجيبين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة أكثر عرضة للتشتت، ولكن لم تثبت أبحاث مركز بيو فرق موضوعي بين التليفون الأرضي والتليفون المحمول في جودة الاستجابات، فتقدير الباحث الذي يجري المقابلة لتعاون المستجيبين ومستوى تشتتهم في المسوح التي تستخدم الهواتف المحمولة مشابه لتلك التي تستخدم الهواتف الأرضية، بل وأحياناً يظهر المستجيبين الذين يستخدمون المحمول تعاونا أكبر وتشتتا أقل من هؤلاء الذين يستخدمون التليفونات الأرضية.

مسوح الإنترنت

ازداد عدد المسوح التي يتم إجرائها عن طريق الإنترنت بشكل كبير خلال العشر سنوات الأخيرة، وقد نتج هذا الازدياد الكبير بسبب ازدياد استخدام الإنترنت في كل شئ والإنخفاض النسبي لتكلفة مسوح الإنترنت بالمقارنة بالوسائل الأخرى. تتميز مسوح الإنترنت بعدة مميزات عن الوسائل الأخرى لإجراء المقابلات، فهي تعتبر أكثر ملائمة للمستجيبين حيث تمكنهم من الإجابة في الوقت الذي يناسبهم بالسرعة التي تناسبهم، كما أن عدم وجود باحث يعني أن مسوح الإنترنت ستتفادى الخطأ الناتج عن الرغبة في الحصول على الإستحسان الإجتماعي بنسبة أكبر من تلك الطرق التي يديرها الباحث بنفسه، بالإضافة إلى ذلك تسمح بحوث الإنترنت للباحثين باستخدام العديد من عناصر الوسائط المتعددة فيتمكن المبحوث من مشاهدة مقاطع الفيديو أو سماع مقاطع صوتية، وهو الأمر الذي لا يتوفر في الوسائل الأخرى لإجراء المسوح.

وعلى الرغم من إزدياد استخدام الإنترنت في إجراء المسوح، إلا أن تلك الوسيلة لها أيضاً عيوب، فمسوح المجتمعات العامة التي تعتمد فقط على الإنترنت تعاني من العديد من الانحيازات الكبيرة الناتجة عن عدم التغطية وعدم الإستجابة، فليس كل قاطني الولايات المتحدة متصلين بالإنترنت، وهناك فروق معنوية بين الخصائص الديموجرافية لهؤلاء الذين لديهم الإنترنت وهؤلاء الذين لا يتصلون به، ولن يتم تمثيل ذوي الدخول المنخفضة، والمستوى التعليمي الأقل، والذين يعيشون في مناطق ريفية والأشخاص الذين يتعدى عمرهم الخمسة وستون عاماً بالقدر الكافي مقارنة بمستخدمي الإنترنت وأولئك الذين لديهم اتصال بالإنترنت عالي السرعة.

كما أنه ليس هناك طريقة منظمة للحصول على عينة إحتمالية تقليدية من المجتمع العام باستخدام الإنترنت، فلا يوجد قوائم بعناوين البريد الإلكتروني على المستوى القومي يمكن إختيار عينة منها، ولا يوجد معيار ثابت للبريد الإلكتروني يسمح بأخذ عينات عشوائية كما هو الحال لأرقام التليفونات، فاستطلاعات الرأي عن طريق الانترنت للمجتمع العام يجب أولا أن تتصل بالأشخاص بأسلوب آخر مثل البريد أو التليفون وتطلب منهم استكمال الاستطلاع على الانترنت.

وبسبب تلك القيود، يستخدم الباحثون إستراتيجيتين أساسيتين لإجراء مسوح المجتمع العام باستخدام الإنترنت، تتضمن الأولى إختيار عينة عشوائية والتواصل مع أفرادها عن طريق وسيلة أخرى مثل البريد، أو التليفون، أو وجهاً لوجه والطلب منهم إستكمال الإستطلاع باستخدام الإنترنت، وتسمح بعض المسوح بإستكمال الإستطلاع بإستخدام وسائل مختلفة، ومن ثم تتفادى مشكلة عدم التغطية الناتجة عن عدم إتصال كل المجتمع بالإنترنت، وتُستخدم تلك الطريقة في المسوح التي يتم إجراؤها لمرة واحدة أو في عمل القوائم التي يعتمد عليها المسح حيث يقوم جميع أفراد القائمة بإجراء الإستطلاع عبر الإنترنت ( مثل قائمة جي اف كي للمعرفة ((GfK Knowledge Panel وقائمة مركز بيو البحثي لاتجاهات الأمريكيين (Pew Research Center’s American Trends Panel)، فالإتصال بالمستجيبين باستخدام عينات إحتمالية بطرق أخرى يمكن الباحثين من تقدير هامش الخطأ للمسح.

و قد قام مركز بيو البحثي بإجراء مسوح إنترنت مبنية على عينات عشوائية لمجتمعات نخبوية ومجتمعات خاصة، حيث يوجد قوائم للمجتمعات يمكن استخدامها لسحب عينة عشوائية. وبعد ذلك، يُطلب من الأفراد الذين تم إختيارهم في العينة بإستكمال الإستطلاع عبر الإنترنت أو عن طريق وسائل أخرى، مثل مسح العلماء الذي تم نشره في دراسة وجهات نظر العامة والعلماء عن العلم والمجتمع: العامة يمجدون العلم، والعلماء ينتقدون العامة والإعلام (Public Praises Science; Scientists Fault Public, Media (.

تعتمد الإستراتيجية الأخرى لمسوح الإنترنت على العينات المناسبة والمكونة من مستخدمي الإنترنت، فيستخدم الباحثون المسوح التي يتم إجراؤها لمرة واحدة ويدعون للمشاركة بها كل من يرى دعوة الإستطلاع على الإنترنت أو يتم الإعتماد على قوائم المستجيبين المتطوعين للإشتراك بالقائمة. وتتعرض تلك المسوح لنفس القيود التي تواجه المسوح التي تعتمد على عينات غير إحتمالية، حيث أن العلاقة بين العينة والمجتمع غير معروفة، فليس هناك أساس نظري يمكن من خلاله حساب هامش الخطأ ومن ثم تقدير مدى تمثيل العينة للمجتمع ككل، لذلك تجري العديد من المنظمات التجارب فيما يخص العينات غير الإحتمالية على أمل تخطي القيود التقليدية التي واجهتها تلك الطرق، وتعد مطابقة العينات ((sample matching مثالاً على ذلك، حيث يتم سحب عينة غير إحتمالية بمواصفات مشابهة لعينة إحتمالية مستهدفة، فتستخدم العينة الأولى إحتماليات إختيار العينة الأخرى لوزن البيانات النهائية، مثال آخر هو دمج العينات ((sample blending حيث تدمج عينات إحتمالية مع عينات غير إحتمالية بإستخدام تقنيات وزن متخصصة لدمجهم، وفي مركز بيو يتم متابعة تلك التجارب وإجراء تجارب أخرى لمعرفة نقاط القوة والضعف لتلك الطرق المختلفة.

مشكلة إنخفاض نسب الإستجابة:

يواجه الشعب الأمريكي طلبات متزايدة على وقته الضيق، لذلك أصبح الأمركيون أكثر حرصاً على إختيار الوقت والطريقة الأنسب للإتصال بهم، فنتيجة لزيادة عدد المكالمات التليفونية غير المرغوب فيها، تم تكريس تكنولوجيا أكثر تعقيدا لفلترة المكالمات، (مثل البريد الصوتي، وخاصية اظهار رقم المتصل، ومنع المكالمات وخدمات إدارة الخصوصية)، فنتج عن ذلك إشتراك عدد أقل من الأشخاص في استطلاعات الرأي عبر التليفون وبالتالي استمرت نسب الإستجابة في الإنخفاض خلال العقد الماضي.

وقد أجرى مركز بيو العديد من التجارب لقياس مدى تأثير تعاون المستجيب على صحة النتائج، فتقارن تلك التجارب الإستجابات من مسوح عادية تم إجرائها بالطرق الشائعة خلال خمس أيام من العمل الميداني بمسوح تم إجرائها على مدى زمني أطول باستخدام أساليب صارمة تهدف إلى الحصول على نسب إستجابة أعلى و تبذل جهد أكبر للوصول للمستجيبين.

وقد أشارت النتائج من دراسة عام 2012: ” تقييم مدى تمثيل استطلاعات الرأي العام” ودراسة عام 2003: “تواجه الاستطلاعات مقاومة متنامية ولكنها مازالت ممثلة”، ودراسة عام 1997: “الآراء المحافظة لا يتم تقديرها بأقل من حقيقتها ولكن العدوان العرقي لا يتم معرفته” أن الإستطلاعات التي يتم إجرائها بعناية ودقة تستطيع أن تحصل على نتائج ممثلة للمجتمع وتوفر بيانات دقيقية عن تجارب وأراء الشعب الأمريكي، وقد تم نشر تلك النتائج في مجلة الرأي العام الفصلية.

 المسوح متعددة الطرق:

حدث زيادة في استخدام المسوح متعددة الطرق خلال العقد الماضي حيث يتم استخدام طرق متعددة للتواصل مع المستجيبن ومقابلتهم، وقد كان ذلك نتيجة لعدة عوامل من ضمنها الإنخفاض في نسب الإستجابة، ومشاكل التغطية في المسوح التي تعتمد على طريقة واحدة وظهور مسوح الإنترنت. ونظرا لأنه يوجد الآن عدة طرق متاحة فإن باحثي المسوح يمكنهم تحديد الوسيلة الأفضل أو مزيج من الوسائل الذي سيحقق احتياجات دراسة ما ومجتمع الدراسة بشكل أفضل، ولكن عند استخدام طرق متعددة في نفس الوقت لجمع البيانات فهناك عوامل متعلقة بكل طريقة يمكن أن تؤثر على طبيعة الإستجابات، مثل حضور الباحث أثناء الإجابة، وما إذا كان التواصل سمعي أم بصري.

و على الرغم من أن مركز بيو يقوم بإجراء مسوح التليفونات بشكل أساسي، إلا أنه أحيانا يقوم بإجراء مسوح متعددة الطرق، فقد قام على سبيل المثال بمسح متعدد الطرق لخبراء في السياسة الخارجية وصحفيين حيث استخدم المستجيبين الإنترنت أو التليفون للإجابة على الإستطلاع.

المقابلات المعادة (Reintreviews)

تستخدم تلك المقابلات عموماً لبحث ما إذا غير الأفراد آرائهم، أو سلوكهم أو تغيرت ظروفهم خلال وقت معين (مثل الوظيفة، والحالة الصحية، والدخل) وأحياناً يطلق عليها مسوح القوائم، والصفة الأساسية لتصميم تلك المسوح هي أن المقابلات تتم لنفس الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في المرة الأولى لكن في وقت لاحق. وبشكل خاص يستخدم مركز بيو المقابلات المعادة لدراسة بشكل أكبر ما إذا قام الناخبين بتغيير آرائهم خلال فترة الحملة الانتخابية الرئاسية وكيف تم ذلك، على سبيل المثال تقرير: درجات منخفضة لحملة عام 2012 ( “Low Marks for the 2012 Campaign.” ) لحملات الإنتخابات الرئاسية لعام 2012، وأيضا مقارنة الآراء حول السياسة الخارجية قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر في تقرير: وجهة نظر أمريكا الدولية الجديدة ( America’s New Internationalist Point of View)، و يمكن أيضا استخدام تلك الطريقة لطرح أسئلة لمتابعة آراء المستجيبين بشكل رئيسي بدون تحليل التغير في الرأي حول نفس الموضوع مثل ما تم في تقرير: ما بعد الأحمر والأزرق ( Beyond Red vs. Blue) تقرير: أعجب الناخبون بحملة عام 2004، ولكنها تضمنت اتهامات وانتقادات بشكل مبالغ فيه (Voters Like Campaign 2004، But Too Much ‘Mud-Slinging.’).

مسوح القوائم (Panel Surveys)

مسح القائمة هو عينة من المستجيبين الذين وافقوا على الإشتراك في مسوح متعددة على مدار الوقت، ويستخدم مركز بيو القوائم في العديد من المناسبات، كما أنه له قائمة ممثلة خاصة به وهي قائمة اتجاهات الأمريكيين ( The American Trends).

وللقوائم العديد من المميزات التي تميزها عن الوسائل الأخرى لجمع بيانات المسوح، ويعد الإستخدام الأكثر إنتشاراً لها هو متابعة التغير الذي يطرأ على اتجاهات أو سلوك نفس الأشخاص عبر الزمن، فعلى الرغم من أنه يمكن الحصول على دلائل على التغير عن طريق العينات المستقلة إلا أنه من الأصعب تحديد حجم التغير من خلالها بدقة وتحديد الفئة التي يحدث فيها التغيير بدون أن يكون هناك إمكانية لتتبع نفس الأشخاص المستجيبين في نقطتين زمنيتين أو أكثر.

والميزة الثانية للقوائم هي تراكم المعلومات التي تتعلق بالأشخاص المشتركين فيها عبر الزمن، فيجيب المشتركون على عدة استطلاعات في موضوعات مختلفة مما يمكن الباحثون من رسم صورة أكثر دقة للمبحوثين على عكس المسوح التي تجرى مرة واحدة ويجب أن تكون المقابلات بها أقصر لتفادي إرهاق المستجيبين.

بالإضافة لذلك، هناك معلومات إضافية يتم الحصول عليها من مشتركي القوائم مثل محل اللإقامة، وتلك المعلومات يمكن إستخدامها في المطابقة مع بيانات تم توفيرها خارجياً مثل تاريخ التصويت للمستجيبين، فالمعلومات اللازمة للقيام بتلك المطابقات تكون في اللأغلب معلومات حساسة نوعا ما ويصعب الحصول عليها في مقابلة واحدة.

والميزة الرابعة التي توفرها المسوح المبنية على القوائم هي تقديم طرق لجمع البيانات ذات كفاءة مرتفعة نسبيا بالمقارنة بالعينات الجديدة لأن المشتركين قد وافقوا بالفعل على الاشتراك في مسوح أخرى، فالجهد الأساسي الواجب القيام به مع العينات الجديدة أي التواصل الأولي مع المستجيبين وحثهم على الاشتراك وجمع المعلومات الديموجرافية اللازمة لعمل الأوزان النسبية، لن يكون هناك احتياج إليه عندما يشترك الشخص في القائمة.

أما الميزة الخامسة للقوائم فهي إمكانية استخدام أساليب مقابلات مختلفة في أوقات مختلفة، فالمعلومات اللازمة للاتصال يمكن الحصول عليها من المشتركين بالقائمة مثل عناوين البريد والبريد اللإلكتروني ومن ثم يتم استخدامها لتيسير استخدام وسائل أخرى للمقابلات أو الوصول للمستجيبين بطرق مختلفة لزيادة المشاركة.

لكن هناك أيضاً بعض العيوب للمسوح التي تعتمد على القوائم، فتكلفة إنشاء القوائم والحفاظ عليها مرتفعة وتحتاج إلى مراقبة ومهارة أكبر من المسوح التي تجرى مرة واحدة، كما أن تكرار الأسئلة على نفس الأفراد يأتي بنتائج مختلفة عن العينات الجديدة، فعندما يتم طرح السؤال أكثر من مرة على نفس الشخص، يمكن أن يتذكر المستجيب إجابته الأولى ويشعر بنوع من الضغط للإجابة بنفس الإجابة كل مرة ليحافظ على اتساقه، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يغير المستجيبين من سلوكهم بناءا على الأسئلة التي تم إلقائها عليهم، فعلى سبيل المثال الأسئلة المتعلقة بالتصويت في الانتخابات يمكن أن تدفع الشخص بالتسجيل للانتخاب، علاوةً على ذلك يصبح المستجيبون متمرسون في إجابة بعض الأسئلة وهو ما يمكن أن يكون مفيداً في بعض الأحيان لكن عند حدوثه يمكن أن يتسبب في إختلاف النتائج عن تلك التي كان يمكن الحصول عليها اذا تم إجراء المسح مع عينة مستقلة من أشخاص غير متمرسين في الإجابة على الاستطلاعات، وأخيراً يمكن أن ينسحب المشتركين من القائمة مع الوقت مما يجعل القائمة أقل تمثيلا للمجتمع المستهدف اذا كانت طبيعة الأشخاص المنسحبين تختلف عن هؤلاء الذين يختارون البقاء، فعلى سبيل المثال يتنقل الأفراد الأصغر سناً بصورة مستمرة مما يجعلهم أكثر قابلية للإنسحاب من القوائم.

القوائم الإحتمالية وغير الإحتمالية:

تضم قوائم المسوح أنواع عينات مختلفة وهناك فروق جوهرية بين القوائم التي تم تكوينها عن طريق عينات إحتمالية وتلك التي تم تكوينها عن طريق عينات غير إحتمالية أو عينات مبنية على اختيار المشاركين للمشاركة.

وبين هذان النوعان من القوائم، يمكن أن يكون الغرض من تلك القوائم هو تمثيل المجتمع كله أو جزء منه، فقائمة مركز بيو لاتجاهات الأمريكيين (Pew American trends) هي قائمة ممثلة لمجتمع البالغين في الولايات المتحدة، كذلك قائمة جي اف كي للمعرفة، كما تعد قائمة الاستطلاع القومي للشباب عام 1979 (The National Longitudinal Survey of youth) من القوائم التي تمثل مجموعات فرعية من المجتمع، فهي تتكون من عينة من الشباب والشابات الذي كانت أعمارهم ما بين ١٤ و٢٢ عندما تم إجراء المسح معههم عام ١٩٧٩، وهي من انتاج مكتب إحصائيات العمل بالولايات المتحدة الأمريكية.

هناك العديد من القوائم الإحتمالية أو المبنية على أساس اختيار المشاركين الانضمام لها يتم إستخدامها الآن، ورغم اختلاف الطرق المستخدمة لبناء تلك العينات، إلا أنه في معظم الحالات يتطوع المشاركون في تلك القوائم للمشاركة ويحصلون في المقابل على بعض الفوائد الرمزية، إما ليستفيدوا هم بها أو يقومون بتحويلها لصالح الأعمال الخيرية، وتستخدم تلك القوائم بصورة أكثر كثافة في الأبحاث المتعلقة بالتسويق من أبحاث الرأي العام و أبحاث السياسات، ولكن ليس هناك فرق كبير بينهم، ومن بين تلك القوائم قائمة مركز يو جوف (YouGov) وسيرفي مونكي (Survey Monkey audience). وبالإضافة إلى الجدل المثار حول العينات غير الإحتمالية، عادةً ما تقتصر القوائم المبنية على اختيار الانضمام لها على مستخدمي الإنترنت ومن ثم لا تمثل المجتمع كله.

موقع مركز بيو للأبحاث

رابط المقال الأصلي:

http://www.pewresearch.org/methodology/u-s-survey-research/collecting-survey-data/

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *