عرض لورقة: كيفية تقييم تقرير المسح: دليل للقُراء والزملاء والمُراجعين – أ. محمد حمدي- مؤسسة جسر لأبحاث المسوح

 قام كل من د. كارين بيرنس ود. مايكل خوه بتقديم هذا المقال كدليل للقُراء والزملاء المراجعين لتقييم جودة تقارير المسوح، حيث أنه بالرغم من وجود الكثير من الأوراق البحثية عن كيفية تصميم المسوح وكتابة التقارير المتعلقة بها، فإنه يوجد افتقار للأدلة التي تساعد القُراء على تقييم تلك المسوح والطرق المستخدمة والنتائج التي تم الوصول إليها.

وقد أكد مؤلفو هذه الورقة إلى أنها لا تعد استعراضاً منهجياً بهدف التقييم النقدي ومقارنة الإرشادات الخاصة بإعداد تقارير المسوح، لذلك قد لا تتضمن بعض العناصر التي قد يرى باحثون آخرون أنها مهمة، كما أنها أكثر ملاءمة في تقييم تقارير الاستبيانات ذاتية الإدارة وليست الاستبيانات التي يُديرُها المحاورون جامعو البيانات، وعلى الرغم من أنها لا تؤثر بشكل مباشر على الجودة المنهجية للاستبيانات، إلا أن الورقة لم تتطرق إلى القضايا المتعلقة بالموافقة على أخلاقيات البحث. بالرغم من أن الموافقة الأخلاقية مطلوبة في كندا، إلا أنها ليست إلزامية لإجراء المسح في بعض الأماكن الأخرى، وتكمن أهميتها في السماح بالمتابعة والمشاركة المستمرة والاتصال المستقبلي.

ويطرح هذا الدليل سبعة أسئلة عامة واستفسارات فرعية لتعزيز القدرة على تقييم جودة التقارير المنشورة التي تتحدث عن المسوح ذاتية الإدارة (أي: يقوم فيها المستجيب بملء الاستبيان دون تدخل من المحاور أو جامع البيانات).

وتوضح الورقة أنه تم استخدام مصطلح “استبيان” للإشارة إلى استمارة المسح التي يجيب عليها المبحوث، ومصطلح “مسح” للإشارة إلى عملية إجراء الاستبيان، كما أن مصطلح “القُراء” يُقصد به القُراء والمراجعين.

وكانت الأسئلة التي تناولتها الورقة هي:

السؤال الأول: هل تم وضع هدف واضح؟

من المؤكد أن لكل استبيان هدف أو أهداف محددة وواضحة قد تكون في شكل أسئلة عامة يسعى المسح للإجابة عنها، وهنا يجب على القارئ أن يقيم ما إذا كان تقرير المسح قد قام بتوضيح تلك الأهداف أم لا، وإلى أي مدى حققت تلك الدراسة الأهداف المرجوة.

السؤال الثاني: هل تم تحديد المجتمع المستهدف وهل كانت العينة ممثلة للمجتمع؟

يجب أن يكون المجتمع محل الدراسة محدد بشكل واضح، ويجب أن تكون العينة الخاصة بالمستجيبين ممثلة لذلك المجتمع، بالإضافة إلى تعريف إطار سحب العينة والمستجيبين المحتملين بشكل محدد في التقرير، وضرورة توضيح المنهجية المتبعة لسحب العينة ما إذا كانت عينة احتمالية (عينة عشوائية، عينة منتظمة، عينة طبقية، عينة عنقودية) أو أنها عينة غير احتمالية مع وضع المزايا والعيوب الخاصة بالعينات المختارة.

السؤال الثالث: هل تم استخدام نهج منظم لتطوير الاستبيان؟

يمر الاستبيان بأربع مراحل لتطويره، ففي البدايةً يتم طرح الأفكار والمصطلحات المحتمل إدراجها في الاستبيان والتي تخدم الهدف الرئيسي من المسح، ثم يتم العمل على تقليل تلك العناصر واختصارها، ثم بعد ذلك تتم صياغة الأسئلة وفقا لما تم الاستقرار عليه من تلك العناصر، وفي النهاية يتم عمل اختبار قبلي للاستبيان الذي يضمن أن صياغة الأسئلة واضحة ومفهومة لمختلف المستجيبين بنفس الطريقة، وأن الأسئلة تحقق الغرض منها، ومن ثَّم تخدم هدف المسح.

فيجب على القُراء التحقق من وجود نهج منظم تم اتباعه لتطوير الاستبيان، من حيث معايير إدراج تلك العناصر واستبعاد غيرها، وتحديد المشاركين من الخبراء وغيرهم في كل مرحلة منهم، بالإضافة إلى مراجعة الاستبيان والأسئلة بدقة من حيث اللغة المستخدمة وسهولة فهمها، وتجنب الغموض، وعدم تداخل الأسئلة مع بعضها البعض أو تداخل بدائل الإجابات المطروحة مع بعضها.

السؤال الرابع: هل تم اختبار الاستبيان؟

يجب على القُراء أن يقيموا ما إذا كان الباحثون قد أجروا بشكل رسمي اختبارات لتحديد المشكلات التي قد تؤثر على كيفية تفسير المستجيبين للأسئلة المطروحة والاستجابة لها وللاستبيان ككل، ويمكن إجراء عدة أنواع من الاختبارات للاستبيان مثل الاختبار التجريبي (Pilot Testing)، واختبار الحساسية المعملي (Clinical Sensibility Testing)، واختبار الموثوقية (Reliability Testing)، واختبار المصداقية (Validity Testing)، وجميعها تدور حول اختبار وتقييم وضوح صياغة الاستمارة ككل والتسلسل فيما بينها، وشمولية الاستبيان على النقاط الهامة ذات الصلة بموضوع الدراسة، وكذلك اختبار ما إذا كانت الاختلافات في الإجابات ناتجة عن اختلافات حقيقية بين المستجيبين أم ترجع إلى سوء تصميم الأسئلة، ومن بين الاختبارات السابق ذكرها يجب أن يخضع كل استبيان للاختبار التجريبي على الأقل.

السؤال الخامس: هل تم إجراء الاستبيان بطريقة خفضت من التحيز في الاستجابة وعدم الاستجابة؟

يجب على القُراء تقييم التوافق بين الأسلوب المستخدم لجمع البيانات وسؤال البحث المطروح، فقد تؤدي الأداة المستخدمة في إجراء المسح إلى التحيز في الإجابات، ومن ثَّم التأثير على جودة تمثيل العينة للمجتمع المستهدف، فعلى سبيل المثال، متوقع أن الاستجابات على المسوح الإلكترونية تكون من قبل أولئك الذين لديهم شبكة إنترنت فقط, وقد أشارت الورقة إلى أنه بالرغم من أن المسوح الإلكترونية أقل كثافة في استخدام اليد العاملة من الاستبيانات البريدية، إلا أن معدلات الاستجابة بها قد تكون أقل.

ويعتمد الأسلوب المختار على عدة عوامل مثل سؤال البحث، وكمية ونوع المعلومات المطلوبة، وحجم العينة، والموارد البشرية والمالية المتاحة. فيجب تقييم إمكانية تأثير أسلوب وإدارة المسح على النتائج، وما إذا كان الباحثون قد بذلوا جهوداً للاتصال بالمستجيبين المحتملين للحد من تحيز عدم الاستجابة.

السؤال السادس: هل تم توضيح معدل الاستجابة في التقرير، وهل تم استخدام استراتيجيات لتحسين معدل الاستجابة؟

لابد من التأكد من أن معدلات الاستجابة محددة في التقرير، بالإضافة إلى أسباب اختيار حجم العينة المستخدمة، وإلى أي مدى سعى الباحثون لتعزيز معدل الاستجابة، على سبيل المثال ما إذا تلقى المستجيبون إشعاراً مُسبَقاً أو تحفيزا (سواء نقدي أو غير نقدي) لاستكمال الاستبيان، ونوع وعدد إشعارات التذكير التي تلقاها غير المستجيبين كخطوات لتعزيز معدلات الاستجابة، ففي إحدى الدراسات كان معدل الاستجابة أعلى عندما أُعقِب المسح البريدي بمسح عبر الإنترنت لغير المستجيبين.

السؤال السابع: هل تم عرض النتائج بشكل واضح وشفاف؟

يجب التأكد من تناول النتائج التي تم الإشارة إليها في الأسئلة البحثية المطروحة بشكل مباشر، وتحديد ما إذا كانت استنتاجات الباحثين تتوافق مع البيانات المقدمة، ويجب التحقق من أنه تم توضيح الأساليب المستخدمة للتعامل مع البيانات المفقودة وإجراء التحليلات، وكذلك مراجعة البيانات الديموغرافية للمستجيبين في المسح لتحديد مدى تشابه أو اختلاف إطار سحب العينة عن المجتمع الخاص بهم، بالإضافة إلى الاطلاع على الاستبيان المرفق لمواءمة أسئلة محددة مع النتائج الخاصة بها.

ينبغي عرض وحدة التحليل (على سبيل المثال: الفرد، المنشأة، المستشفى، المدينة)، وعدد المستجيبين المحتملين الذين تعذر الاتصال بهم، وما هو الأساس المنطقي لاستبعاد استبيانات كاملة من التحليل، وما نوع التحليل الذي تم إجراؤه (مثل التحليل الوصفي أو الاستدلالي أو على مستوى أعلى)، وأخيرا لابد من إرفاق نسخة من الاستبيان بتقرير الدراسة الاستقصائية المنشور.

إن العرض بشفافية، سيتمكن القُراء من تحديد نقاط القوة والقيود في الدراسات الاستقصائية بسهولة أكبر، وتحديد مدى منطقية النتائج وتناسقها.

وأخيراً تعتبر هذه الورقة دليلا بسيطا لمساعدة القُراء في تقييم تقارير المسوح، وليست وثيقة إرشادية حول كيفية إجراء المسوح ونشر تقارير عنها، فهي توفر إطاراً ضرورياً لمساعدة القُراء في تقييم المسوح والتقارير الخاصة بها وتضع أساساً للعمل المستقبلي في هذا المجال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *