مسوح الإنترنت – ترجمة: أ. ندى محمد صبري – مؤسسة جسر لأبحاث المسوح

لقد ازداد عدد المسوح التي يتم إجراؤها عبر شبكة الإنترنت زيادة كبيرة في السنوات العشر الأخيرة، وذلك بسبب الانتشار الكبير للإنترنت وانخفاض التكلفة نسبيا لإجراء المسوح عبر شبكة الإنترنت مقارنة بأساليب جمع البيانات الأخرى. ولمسوح شبكة الإنترنت عدد من المزايا مقارنة بأساليب جمع البيانات (المقابلات الميدانية) الأخرى، فهي ملائمة للمستجيبين لملء الاستطلاع في الوقت المناسب لهم وبالسرعة الخاصة بهم، كما أن عدم وجود باحث ميداني يعنى وجود أقل لتحيز الاستحسان الاجتماعي مقارنة بأساليب جمع البيانات الأخرى التي يديرها باحث ميداني، كذلك تسمح مسوح شبكة الإنترنت للباحثين باستخدام مجموعة من عناصر الوسائط المتعددة، مثل إتاحة عرض مقاطع فيديو للمجيبين أو إتاحة الاستماع لمقاطع صوتية، وهي أمور غير متاحة في أساليب جمع البيانات الأخرى.

بالرغم من أن عدد أكبر من المسوح  تتم عن طريق شبكة الإنترنت، إلا أن هذه المسوح ليست خالية من العيوب، فيمكن أن تتعرض المسوح التي يتم إجراؤها مع كافة المجتمع بالاعتماد على الإنترنت فقط لتحيزات كبيرة نتيجة لعدم تغطية المجتمع بالكامل وعدم الاستجابة، فلا يستطيع كل الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية الولوج إلى شبكة الإنترنت، كما أن هناك فروق ديموجرافية كبيرة بين الذين يستطيعون الولوج لشبكة الإنترنت والذين لا يستطيعون، فذوي الدخول أو التعليم الأقل أو الذين يقطنون في أماكن نائية أو عمرهم 65 عام فأكثر يكونون أقل تمثيلا بين مستخدمي الإنترنت والذين يمتلكون إنترنت سريع.( أنظر إلى بحث بيو لمشروع الإنترنت للاطلاع على أحدث الاتجاهات من هنا).

لا يوجد أيضا طريقة منتظمة للحصول على عينة عشوائية تقليدية لكافة مجتمع مستخدمي الإنترنت، ولا يوجد إطار قومي للبريد الإلكتروني للأشخاص والذى يمكن منه سحب عينة ، ولا يوجد شكل موحد للبريد الإلكتروني مثل الذى يوجد لأرقام التليفونات ويسمح بسحب عينة عشوائية، لذلك يجب أن تصل مسوح المجتمع التي تتم عبر شبكة الإنترنت الخاصة بالأشخاص بشكل آخر أولا، كالاتصال عبر البريد أو عبر الهاتف، ثم يُطلب منهم إكمال الإستطلاع عبر الإنترنت.

يستخدم الباحثون – بسبب هذه القصور – استراتيجيتين رئيسيتين لمسح كافة مستخدمي الإنترنت. أحد هذه الاستراتيجيات هي أن يتم سحب عينة عشوائية والاتصال بالأشخاص باستخدام وسيلة أخرى (البريد، أو الهاتف، أو وجها لوجه) ويُطلب منهم إكمال استطلاع عبر الإنترنت. ويمكن أن تسمح بعض المسوح للمجيبين بإكمال المسح بأكثر من وسيلة وبالتالي تجنب مشكلة عدم التغطية للمجتمع الناتجة من عدم تمكن كافة الأفراد من الولوج لشبكة الإنترنت، وتستخدم هذه الطريقة للمسوح المقطعية/العرضية (One Time Surveys) والمسوح السلسلة المقطعية/الطولية) (Panel surveysوالتي يقوم فيها كل المجيبين أو جزء منهم بملء الاستطلاع عبر شبكة الإنترنت. (مثل استطلاع جى.إف.كيه للمعرفة هنا وكذلك المسح الحديث لاتجاهات الشعب الأمريكي الخاصة بمركز أبحاث بيو). إن إستخدام العينات الاحتمالية للتواصل مع المجيبين عن طريق وسائل جمع بيانات أخرى تسمح للقائمين على الأبحاث أن يقوموا بتقدير هامش الخطأ في المسح. (لمزيد من المعلومات انظر: لماذا عينة احتمالية من هنا).

لقد قام مركز أبحاث بيو أيضا بإجراء مسوح عبر شبكة الإنترنت لعينات عشوائية من النخبة أو لمجتمعات خاصة، والتي يوجد لها قائمة بأفراد المجتمع يمكن سحب عينة عشوائية منها، ثم طُلب من الأشخاص بالعينة استكمال المسح عبر شبكة الإنترنت أو أى وسيلة أخرى لجمع البيانات. ( على سبيل المثال، أنظر تقرير دراسة العلماء في ورقة العامة يمجدون العلم والعلماء يعيبون على العامة والإعلام من هنا).

 تعتمد استراتيجية أخرى لمسوح الإنترنت على العينات الملائمة (غير الاحتمالية)  لمستخدمي الإنترنت، حيث يستخدم الباحثون المسوح العرضية (One Time Surveys) التي تدعو لمشاركة كل من يرى دعوة المسح عبر الإنترنت ، أو يعتمدون على مجيبين المسوح الطولية(Panel surveys) الذين يختارون المشاركة أو يتطوعون للمشاركة في المسح السلسلة القطاعية/الطولي  Panel) survey). وتتعرض هذه المسوح لنفس القصور التي تتعرض لها المسوح الأخرى التي تعتمد على عينات غير احتمالية، حيث أن العلاقة بين العينة والمجتمع غير معلومة، ولذلك لا يوجد أساس نظري لحساب هامش خطأ المعاينة ومن ثَم تقدير حجم تمثيل العينة للمجتمع ككل. (أنظر أيضا تقرير فريق عمل الجمعية الأمريكية لأبحاث الرأي العام (AAPOR) عن المعاينة غير الاحتمالية من هنا وتقرير (AAPOR)  عن المسوح التي تعتمد على اختيار المشاركة وهامش الخطأ من هنا). تختبر حاليا العديد من المنظمات المعاينة غير الاحتمالية على أمل التغلب على بعض القصور التقليدية التي تواجهها هذه الأساليب، وتعتبر أحد الأمثلة على ذلك هي توفيق العينة (Sample matching)، حيث  يتم سحب العينة غير الاحتمالية بخصائص مشابهة للعينة الاحتمالية المستهدفة، ثم تستخدم العينة غير الاحتمالية احتمالات الاختيار في العينة الاحتمالية من أجل عمل الأوزان للبيانات النهائية، و مثال آخر لذلك هو دمج العينة (Sample blending) حيث يتم دمج العينات الاحتمالية مع العينات غير الاحتمالية باستخدام أساليب معينة للأوزان لدمج الاثنين، وفي مركز أبحاث بيو يتم متابعة تجربة تلك المنهجيات عن قرب كما يتم إجراء تجارب خاصة بالمركز من أجل فهم أفضل لنقاط القوة والضعف للأساليب المختلفة.

رابط المقال الأصلي:

 https://www.people-press.org/methodology/collecting-survey-data/internet-surveys/

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *