عشرون سؤالاً يجب على الصحفي أن يسألها عن نتائج الاستطلاع -ترجمة سامر الخيّر- موقع المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي

الكاتب: By Sheldon R. Gawiser, Ph.D. and G. Evans Witt [ترجمة: سامر الخيّر]

توفر صناديق الاقتراع أفضل مصدر مباشر للمعلومات عن الرأي العام. وهي أدوات قيمة للصحفيين ويمكن أن تكون بمثابة الأساس الدقيق والغني بالمعلومات لأهم الأخبار. وسنطرح الآن عشرين سؤالاً يجب على الصحفي، الذي يبحث عن المعلومات من وراء استطلاع الرأي، أن يسألها قبل الوصول إلى أي نتيجة. تم تصميم هذه النشرة لمساعدة الصحفيين الذين يغطون الاستطلاعات على القيام بمهامهم بمهنية واحترافية. وهي ليست النشرة الأولى عن كيفية إجراء استطلاع للرأي العام.

لا تغطى إلا الاستطلاعات “العلمية”. وستساعدنا هذه الأسئلة على أن نقرر ما إذا كان الاستطلاع علمي ويستحق التغطية أم غير علمي وبدون قيمة.

الاستطلاعات غير العلمية والزائفة منتشرة على نطاق واسع ومسلية في بعض الأحيان، ولكنها لا توفر نوع المعلومات التي تنتمي إلى تقرير جدي. ومن الأمثلة على ذلك استطلاعات الرأي عن طريق الهاتف أو بطريقة “رجل على الطريق” أو استطلاعات الرأي عن طريق الإنترنت أو في مراكز التسوق، وحتى الاستطلاعات الكلاسيكية عن طريق صور المرشحين المطبوعة على لفائف ورق التواليت.

وأهم الفروقات التي تميز بين استطلاع الرأي العلمي وآخر غير علمي، هو المشاركين في الاستطلاع. في الاستطلاع العلمي يحدد المستطلع العينة المشاركة ويجري مقابلات لها. أما بالاستطلاع الغير علمي فيكون المشاركين بالغالب متطوعين ويرغبون بإبداء آرائهم في استطلاع ما.

توفر نتائج استطلاعات الرأي العلمية التي أجريت بشكل جيد دليلاً موثوقاً به آراء كثير من الناس بالإضافة إلى الذين تمت مقابلتهم – آراء جميع الأمريكيين. بينما لا توفر نتائج استطلاع الرأي غير العلمي أي شيء أبعد من مجرد ما تقوله تلك العينة.

بطرح هذه الأسئلة العشرين، يمكن للصحفي الذي يسعى لاتخاذ قرار بشأن كيفية إنشاء تقرير عن أي استطلاع للرأي يأتي عبر مكتب الأخبار.

 

  1. من أجرى الاستطلاع؟

ما هي الجهة المستطلعة، أهي شركة متخصصة بالاستطلاعات، أم مركز أبحاث، أو حملة سياسية، أو مجموعة أخرى؟ هذا هو دائماً السؤال الأول الذي يجب أن يسأل.

إذا لم تعرف من فعل الاستطلاع، لا يمكنك الحصول على إجابات لجميع الأسئلة الأخرى. إذا كان الشخص الذي يقدم نتائج الاستطلاع لا يستطيع أو لا يقول لكم من فعل ذلك، لا يجب أن يتم نشر نتائجه، لأنه لا يمكن التحقق من مصداقيتها.

توفر شركات الاستطلاع ذات المصداقية كل ما تحتاجه من معلومات لتقييم المسح. لأن المصداقية مهمة لجودة الشركة، فاستطلاع رأي مهني يتجنب العديد من الأخطاء.

  1. من مول الاستطلاع ولماذا أجري؟

يجب أن تعرف من مول المسح، لأن ذلك يخبرك– وجمهورك- من يظن أن هذه المواضيع مهمة بما فيه الكفاية لإنفاق المال لمعرفة ما يفكر فيه الناس.

لا تجري الاستطلاعات دون أن يكون له هدف. يتم إجراؤها لسبب ما، إما للحصول على معلومات مفيدة، أو للدفع بقضية معينة.

ربما تكون منظمة إخبارية تريد تطوير قصة جيدة، أو سياسيّ يريد إعادة انتخابه، أو مؤسسة تريد الترويج لمنتج جديد أو مجموعة ضغط تريد أن تثبت أن وجهة نظرها هي وجهة نظر البلد بكامله.

كلها أسباب مشروعة للقيام باستطلاع للرأي.

المسألة المهمة بالنسبة لك كصحفي هو ما إذا كان الدافع لإجراء الاستطلاع يخلق شكوكاً خطيرة حول مدى صحة النتائج التي يجب ألا يتم الإعلان عن أرقامها.

في كثير من الأحيان لا تكون الاستطلاعات الخاصة التي تجرى لحملة سياسية ملائمة للنشر. وتجرى هذه الانتخابات فقط للمساعدة في فوز المرشح، وليس لأي سبب آخر. قد يتضمن الاستطلاع أسئلة متحيزة أو تعتمد على عينات غريبة، كل هذا لخدمة تكتيك معين في الحملة. حملة يمكن أن تكون بصدد اختبار شعار جديد أو بياناً جديدًا بشأن قضية أساسية أو هجوم جديد على خصم ما. ولكن بما أن الهدف من الاستطلاع قد لا يكون واضحاً، أو قد تكون القراءة متحيزة لمشاعر الجمهور، ينبغي أن يكون التقرير المكتوب عن النتائج تقريراً دقيقاً جداً.

وبالمثل، يكون التقرير المصاغ عن مجموعة ضغط مخادعاً. على سبيل المثال، تبنت مجموعة بيئية استطلاعاً للرأي يقول أن الشعب الأمريكي يدعم تدابير قوية لحماية البيئة. قد يكون ذلك صحيحاً، ولكن تم إجراء الاستطلاع لمجموعة مع آراء محددة. لذا يمكن أن تكون الجهة المستطلعة قد تحايلت بصياغة وترتيب الأسئلة أثناء الاستطلاع. يجب أن تدرس الاستطلاع بعناية لتكون على يقين من أنه يعكس وبدقة الرأي العام وليس مجرد دفع لوجهة نظر واحدة.

  1. ما هو عدد الأشخاص الذين أجريت لهم المقابلات للمسح/المعاينة؟

لأن استطلاعات الرأي تعطي أجوبة تقريبية، كلما زاد عدد الناس الذين تمت مقابلتهم في استطلاع الرأي العلمي كلما صغر الخطأ نظراً لحجم العينة، وجميع الأمور الأخرى متساوية، عملاً بالقول “أكثر هو الأفضل تلقائياً”. العوامل الأخرى قد تكون أكثر أهمية في الحكم على جودة المسح.

  1. كيف تمّ اختيار هؤلاء الأشخاص؟

يعود السبب الرئيسي بأن بعض استطلاعات الرأي تعكس الرأي العام بدقة وغيرها من الاستطلاعات غير العلمية غير مرغوب فيه، هو كيف تم اختيار المشاركين لإجراء مقابلات معهم. في الاستطلاعات العلمية، يستخدم المستطلع طريقة إحصائية محددة لاختيار المشاركين. في حين يختار الشخص نفسه للمشاركة باستطلاعات الرأي غير العلمية.

يستخدم المستطلع طريقة تعتمد على واقع رياضي كحجر أساس لاختيار مقابلتهم. عندما تكون الفرصة لاختيار كل شخص من السكان المستهدفين معروفة، عندها وعندها فقط تعكس نتائج الاستطلاع رأي جميع السكان. وهذا ما يسمى عينة عشوائية أو عينة احتمالية. وهذا هو السبب في أن المقابلات مع 1000 من الأمريكيين البالغين يمكن أن يعكس بدقة آراء أكثر من 210 مليون من الأمريكيين.

تستخدم معظم العينات العلمية تقنيات خاصة لتكون مجديةً اقتصادياً. على سبيل المثال، بعض أساليب أخذ العينات لإجراء المقابلات الهاتفية لا يتم اختيار أرقام الهاتف بشكل عشوائي، بل يتم اختيار المقاسم الهاتفية المعروفة باحتوائها على أرقام مساكن مشغولة، مما يقلل من هدر المكالمات. وما زالت تمثل هذه العينة عينة عشوائية، لكن عينة تحتوي فقط على أرقام الهاتف المدرجة لا تنتج عينة عشوائية عن جميع أرقام الهاتف العاملة.

ولكن حتى عينة عشوائية لا يمكن أن تكون عشوائية بحتة من الناحية العملية لأن بعض الناس لا يملكون هواتف، وبعضهم يرفض الإجابة أو ليسوا بالمنزل.

قد تستخدم بلدان أخرى غير الولايات المتحدة طرائق أخرى للمسح والاستطلاع وهي تعتبر أساليب علمية صالحة. على سبيل المثال، لأن عدداً قليلاً نسبياً من السكان لديهم هواتف، في استطلاعات الرأي في بلدان أخرى، يجب طرح نفس الأسئلة حول اختيار العينات قبل كتابة التقرير عن الاستطلاع.

  1. ما هي المنطقة (دولة أو ولاية أو منطقة) أو ما هي المجموعة (معلمين أو محامين أو ناخبين ديمقراطيين، إلخ) التي اختير منها هؤلاء الناس؟

ومن الأهمية بمكان أن نعرف من أي مجموعة تم اختيار المشاركين لإجراء لمقابلات.

يجب أن نعرف إذا تم اختيار العينة من بين كل البالغين في الولايات المتحدة، أو فقط من أناس موجودين في ولاية واحدة أو في مدينة واحدة، أو من مجموعة أخرى. على سبيل المثال، دراسة استقصائية لرجال الأعمال يمكن أن تعكس آراء رجال الأعمال ولكن ليس آراء جميع البالغين، إلا إذا تم اختيار المشاركين من بين كل البالغين في الولايات المتحدة عندها يمكن أن للاستطلاع أن يعكس آراء جميع البالغين في الولايات المتحدة.

في حالة العينات الهاتفية، يمثل السكان الذين يعيشون في أسر مع وجود هواتف العينة الواجب استطلاعها. فلأسباب متعددة، تمثل هواتف العائلات عينة مشابهة لعامة السكان. ولكن إذا كان استطلاع الرأي سيرصد أحوال المشردين، عندها لن تجدي العينة الهاتفية. وسيؤدي الاستخدام المتزايد النطاق للهواتف المحمولة، وخاصة في العائلات، إلى التأثير على قدرة الاستطلاع عبر الهاتف على عكس آراء سكان محددين بدقة في المستقبل. ولنتذكر دائماً أن استخدام تقنية علمية في انتقاء العينات لا يعني بالضرورة أن السكان المختارين هم عينة صحيحة لإجراء المقابلات.

وإن استطلاعات الرأي السياسية حساسة بشكل خاص لهذه القضية.

في استطلاعات الرأي التمهيدية ومرحلة ما قبل الانتخابات، العينة التي يتم اختيارها كقاعدة لنتائج الانتخابات في غاية الأهمية. استطلاع للرأي لجميع البالغين، على سبيل المثال، ليس مفيداً للغاية بالنسبة للسباق الرئاسي حيث 25 في المئة فقط من الناخبين المسجلين يقبلون على التصويت. لذا انظر لاستطلاعات الرأي المعتمدة على أساس عدد الناخبين المسجلين “الناخبين المحتملين” والناخبين في الانتخابات التمهيدية السابقة وما شاكل. هذه الفروق مهمة وينبغي أن تدرج في التقرير، فأحد أصعب التحديات في الاستطلاع محاولة معرفة من الذي سيذهب إلى التصويت حقيقةً.

ولا يتكرر بسهولة إجراء نفس المسح /الدراسة الاستقصائية التي أجريت في الولايات المتحدة في باقي أنحاء العالم. قد لا يكون من الممكن أو العملي في بعض البلدان إجراء مسح/دراسة استقصائية لعينة عشوائية في جميع أنحاء البلاد. عمليات المسح/ الاستقصاء على أساس مجموعة صغيرة من السكان- مثل عدد قليل من المدن الكبرى-  يمكن أن يعتمد في حال تنفيذه بشكل صحيح كوجهات نظر لأولئك  المقيمين في المدن الكبرى، ولكن ليس في كل البلاد، وربما تكون هذه هي فقط البيانات المتاحة.

  1. هل تعتمد النتائج على أجوبة جميع الأشخاص الذين تمت مقابلتهم؟

واحدة من أسهل الطرق لتحريف نتائج استطلاع الرأي هي تقديم تقرير يعتمد على أجوبة مجموعة فرعية فقط. على سبيل المثال، عادة ما يكون هناك فارق كبير بين آراء الديمقراطيين والجمهوريين بشأن المسائل المتعلقة بحملات كل منهم. وسيؤدي تقديم تقرير عن آراء الديمقراطيين لوحدهم في استطلاع للرأي، والمفروض أن يكون مأخوذاً عن جميع البالغين، إلى تحريف كبير في النتائج.

يجب توضيح نتائج الاستطلاع المعتمدة على رأي الديمقراطيون بأنها كذلك. وينبغي أن يذكر أنها تمثل آراء الديمقراطيين فقط.

وبالطبع، يمكن أن يكون تقديم تقرير عن مجموعة فرعية واحدة فقط الأمر الصحيح بالضبط. ففي الاقتراع على الانتخابات التمهيدية، آراء أولئك الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات التمهيدية يعول عليها، وليس أولئك الذين لا يستطيعون التصويت في المسابقة. وينبغي أن تتضمن استطلاعات الرأي التمهيدية الناخبين المؤهلين للتصويت في الانتخابات التمهيدية.

  1. من كان ينبغي مقابلتهم ولم يتم ذلك؟ أو هل تهم معدلات الاستجابة؟

لا يمكن أن يشمل أي مسح/استقصاء كل من ينبغي إجراء مقابلات معهم. يجب علينا أن نعرف ما هي الخطوات التي اتخذت للحد من عدم الاستجابة، مثل عدد المحاولات للوصول إلى المجيب المناسب وكم عدد الأيام التي استغرقها حصول ذلك.

وهناك العديد من الأسباب لعدم مقابلة أشخاص كان ينبغي مقابلتهم. فربما رفضوا محاولات إجراء مقابلات معهم. أو لم تتم المقابلة معهم في حال لم يكونوا بالمنزل عندما اتصل الذي يجري المقابلة، أو أن مشكلة في اللغة أو مشكلة في السمع أعاقة العملية.

وتضاءلت نسبة الأشخاص الذين يستجيبون لاستطلاعات الرأي في السنوات الأخيرة. فقد كان هناك زيادة في أولئك الذين يرفضون المشاركة. ويرجع بعض من هذا إلى زيادة التسويق عبر الهاتف أو لهوية المتصل وغيرها من التكنولوجيا التي تتيح حجب المكالمات الواردة. وفي حين أن هذا الموضوع مهم جداً لأي مستطلع، وجدت دراسة متأنية أن هذا الانخفاض في معدلات الاستجابة لم يكن له التأثير الكبير على دقة معظم استطلاعات الرأي العام.

وإن أمكن، يجب أن نحصل على معدل الاستجابة الإجمالي من المستطلع، ونحسب على أساس معترف به مثل معايير الجمعية الأمريكية لبحوث الرأي العام. لا يفضل استطلاع رأي على آخر ببساطة بسبب إحصائية واحدة تسمى معدل الاستجابة.

  1. متى أنجز الاستطلاع؟

تؤثر الأحداث عموماً وبشكل درامي على نتائج الاستطلاع. ويجب أن يعتمد تفسيركم لاستطلاع الرأي على الوقت الذي أجري فيه الاستطلاع بالنسبة لأحداث رئيسية. وحتى أحدث نتائج الاستطلاع يمكن إدراكها عن طريق ربطها بالأحداث. فقد يلقي الرئيس كلمة لإثارة الأمة أوقد يتم بث صور تظهر إساءة معاملة السجناء من قبل الجيش أو قد تشهد سوق الأسهم انهياراً مفاجئاً أو قد تغرق ناقلة نفط على الشواطئ الجميلة.

يمكن ان تكون نتائج الاستطلاع المنجزة منذ عدة أسابيع أو أشهر صالحة تماماً، ولكن الأحداث التي جرت وقتها لا علاقة لها بالرأي العام الحالي.

  1. كيف أجريت المقابلات؟

هناك أربعة احتمالات رئيسة، شخصية عبر الهاتف أو الإنترنت أو عن طريق البريد. وتجرى معظم الاستطلاعات عبر الهاتف عن طريق الجهة التي تريد إجراء المقابلة من موقع مركزي. ولا تزال بعض الاستطلاعات تجري عن طريق إرسال أشخاص إلى بيوت المشاركين لإجراء المقابلات.

وتجري بعض الاستطلاعات عن طريق البريد. ففي الاستطلاعات العلمية، يختار المستطلع الأشخاص لاستقبال الاستبيان البريدي. فيقوم الشخص المختار بملء الاستبيان وإعادة إرساله.

يمكن اعتبار الاستطلاعات البريدية مصادر ممتازة للمعلومات، لكن ذلك يتطلب أسابيع للقيام بها، وهذا يعني أن النتائج لا يمكن أن تكون حاضرة في الوقت المناسب كالتي أجريت عبر الهاتف. ويمكن أن يكون الاستطلاع البريدي عرضة لأنواع أخرى من الأخطاء، فمعدلات الاستجابة تحديداً منخفضة للغاية. ففي العديد من الاستطلاعات البريدية، يفشل عدد كبير من الناس في المشاركة، وهذا ما يجعل نشتبه بدقة النتائج.

الاستطلاعات التي تجري في مراكز التسوق وفي المتاجر أو على الطرقات، قد يكون لها استخدامات كثيرة لممولها، ولكن نشر هذه النتائج في وسائل الإعلام ليس من بينها. يمكن لهذه الطرق أن تكون مثيرة للاهتمام ولكنها لا تتعدى كونها قصص مسلية، ولا ينبغي أبداً أن تعامل كما لو كانت تمثل الرأي العام.

وقد سمح التقدم في تكنولوجيا الحاسوب بتسهيل عملية الاستطلاع الهاتفية، عن طريق تسجيل جواب المشارك بعد طرح سؤال ما عليه. وأهم مشاكل هذه الطريقة الاختيار غير المنضبط للمشاركين داخل الأسرة وقدرة الأطفال الصغار على استكمال المطلوب ومعدلات الاستجابة المنخفضة.

مثل هذه المشاكل يجب ألا تؤهل أي استطلاع ليتم استخدامه وتحليله، مالم يقم الصحفي بمعرفة ما إذا كان للاستطلاع اختيار سليم للمشاركين والتحقق من أعمارهم إضافة إلى معدلات استجابة معقولة.

  1. ماذا عن استطلاعات الرأي على الإنترنت أو الشبكة العالمية/العنكبوتية؟

وقد ساعد النمو الهائل للإنترنت والشبكة العالمية على النمو الهائل لأنواع مختلفة من استطلاعات الرأي والدراسات الاستقصائية على الإنترنت.

ويمكن اعتبار الاستطلاعات عن طريق الإنترنت استطلاعات علمية إذا تم اختيار العينات بطريقة صحيحة. تبدأ بعض الاستطلاعات على الإنترنت بعينة علمية أممية/وطنية عشوائية وتجنيد المشاركين، في حين يأخذ البعض الآخر أي شخص من المتطوعين. ولا بد من تقييم هذا النوع من الاستطلاع بعناية قبل البدء بها.

وقد طورت عدة طرق لأخذ عينات من آراء أولئك الذين لديهم وصول إلى الإنترنت، مع الحفاظ على القواعد الأساسية لاختيار العينات على الانترنت. يجب على المستطلع اختيار أولئك الذين طلب منهم المشاركة في الاستطلاع بطريقة عشوائية. في هذه الحالات، حيث يتمكن أغلب المجندين بعناية من قبل المستطلع أو المشاركين طواعية من الوصول للإنترنت، تعتبر استطلاعات الانترنت مهمة ليتم تحليلها.

وحتى لو أخذ رأي جميع أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت بدقة، لا يزال هذا النوع من الاستطلاع قاصراً عن استطلاع رأي جميع الأمريكيين، فهناك حوالي واحد من أصل ثلاثة بالغين لا يوجد لديهم وصول إلى الإنترنت.

ولكن كثيراً من هذا النوع من الاستطلاعات هي ببساطة أحدث أسلوب لاستطلاعات الرأي الكاذبة والزائفة والتي كانت موجودة لسنوات. وبغض النظر ما اذا كان الجهد المبذول هو بالضغط على زر لوحة المفاتيح للحاسب أو الرد على مكالمة هاتفية أو الرد على استبيان بريدي، يجب أن يتم تجاهل النتائج. وكل هذا بسبب مشكلة واحدة، وهي الاختيار الذاتي أي أن المشاركين يختارون نفسهم لإجراء الاستطلاع.

ويجب أن نبقي في أذهاننا أن الهدف من استطلاعات الرأي هو استخلاص استنتاجات حول السكان ككل، وليس حول العينة المختارة. في هذه الاستطلاعات الزائفة، لا توجد وسيلة لعرض النتائج على مجموعة أكبر. وأي تشابه بين نتائج استطلاع زائف وآخر علمي هو محض صدفة لا أكثر.

إن عملية النقر على الزر الخاص بمرشحك على موقع الاقتراع/التصويت على شبكة الإنترنت ترفع أرقام مرشحكم في السباق الرئاسي. وبالنسبة لمعظم هذه الجهود، لم يبذل أي جهد لاختيار المشاركين للحد من التصويت عدة مرات أو للوصول للأشخاص الذين لا يزورون عادة موقع التصويت.

وقد يكون الطلب الهاتفي أو التصويت على الانترنت جيداً لتحديد هوية من سيفوز بلقب “أمريكان أيدول” أو ما هو الفيديو الموسيقي الأكثر رواجاً لهذا الأسبوع. قد تكون الآراء الواردة حقيقيةً، ولكن بالنتيجة ليست سوى أرقام للترفيه. ولا توجد وسيلة لمعرفة من اتصل فعلاً وكم عمرهم وكم مرة اتصلوا.

لا يجب علينا أن ننخدع بعدد المستجيبين للاستطلاع. ففي بعض الحالات يقوم عدد قليل من الناس بالاتصال آلاف المرات. حتى لو وصل عدد المكالمات إلى ـ500000، لا أحد يعرف حقاً ما تعنيه هذه النتائج. وإذا أبهرتكم الأعداد الكبيرة، لنبقي في أذهاننا أن العينة غير العلمية والتي تخطى عددها المليونين، قالت إن لاندون سيهزم روزفلت في الانتخابات الرئاسية عام 1936.

وتعتبر استطلاعات القسائم البريدية سيئة تماماً. في هذه الحالة، تتضمن المجلة أو الصحيفة قسيمة تعاد مع الإجابات على الأسئلة. ومرة أخرى، لا توجد وسيلة لمعرفة من هم الذين استجابوا وعدد المرات التي قام كل شخص بإرسال الردود.

ومثال آخر على الاستطلاع الزائف وتشبيه الجهد المبذول فيه بالجهد المبذول لجمع الأموال. ترسل منظمة ما رسائل مع استمارة استطلاع إلى قائمة كبيرة من الناس، تسأل عن آرائهم وتطلب من المستجيبين إرسال الأموال لدعم المنظمة أو دفع ثمن جدولة الاستطلاع. وغالباً ما تكون نتائج هذا الجهد لا معنى له.

وتستخدم هذه التقنية من قبل مجموعة واسعة من المنظمات كالأحزاب السياسية وجماعات الضغط والمنظمات الخيرية. مرة أخرى، إذا كان السؤال في الانتخابات هو جزء من حملة لجمع الأموال فالأفضل رميه في سلة المهملات.

  1. ما هو خطأ العينة(أو خطأ اختيار العينة) في نتائج الاستطلاع؟

ان مقابلات ما مع عينة علمية تشمل1000 شخص بالغ يمكنها ان تعكس آراء ما يقرب من 210 ملايين من الأمريكيين البالغين في الولايات المتحدة. وهذا يعني أنه لو أجريت المقابلات مع جميع البالغين ستكون النتائج مطابقة للاستطلاع الذي أجري لـلألف شخص.

ماذا يحدث إذا جاءت نتائج استطلاع آخر تم بعناية لـ 1000 شخص بالغ مختلفة قليلاً عن الأول؟ لا يعتبر أي من الاستطلاعين خاطئ. ومعدل الاختلاف هذا يسمى الخطأ بسبب العينة، وغالباً ما يطلق عليه “هامش الخطأ”.

وهذا ليس “خطأً” بمعنى يرتكبون خطأ. وإنما هو مقياس لمدى إمكانية التقريب في النتائج لأنه تمّ استخدام عينة ما.

يعبر المستطلع عن درجة اليقين من النتائج على أساس عينة تعتبر “مستوى الثقة”. وهذا يعني أن هذه العينة تعطي النتائج نفسها في حال تم استطلاع جميع السكان المستهدفين. وتستخدم معظم الاستطلاعات عادة مستوى الثقة” 95٪”.

وبمعنى آخر، نسبة 3% من هامش الخطأ في استطلاع وطني، يعني أنه إذا تم إجراء مقابلة مع كل شخص بالغ في الأمة بنفس الأسئلة وبنفس الطريقة وبنفس الوقت الذي أجري فيه الاستطلاع، ستقع إجابات الاستطلاع ضمن زائد أو ناقص 3 نقاط مئوية من كامل نتائج التعداد أي 95٪.

وهذا لا يبين فيما إذا كان الناس قد تعاونوا مع عملية المسح، أو إذا تم فهم الأسئلة، أو أن هناك أي قضية منهجية أخرى. هامش الخطأ ما هو إلا جزء من الخطأ المحتمل في استطلاع رأي عينة بدلاً من إجراء مقابلات مع جميع السكان. ولا يخبرنا اختيار العينات الخطأ شيئاً عن الرافضين أو هؤلاء الذين يمتنعون  باستمرار عن إجراء المقابلة، ولا يخبرنا شيئاً عن أثر التحيّز في صياغة أسئلة معينة أو التحيز في مقابلة خاصة. وهذا ينطبق فقط على الاستطلاعات العلمية.

ولنتذكر دائماً أن هامش الخطأ في أخذ العينات ينطبق على كل النماذج في النتائج (فهو لا يقل عن 3% زيادة أو نقصان لكل واحد في مثالنا). وهكذا، في سؤال الاستطلاع عن مواءمة اثنين من المرشحين للرئاسة، كلا الإحصاءين الخاص بكل منهما يخضع لهامش الخطأ.

  1. من هو الأول؟

يثير الخطأ في أخذ العينات واحداً من أصعب المشاكل في عرض نتائج الاستطلاع. في استطلاع للسباق الرئاسي، متى يكون مرشح واحد متقدماً حقاً على الآخر؟

بالتأكيد، إذا كان الفارق بين المرشحين أقل من هامش الخطأ في اختيار العينات، يجب ألا نقول إن أحد المرشحين يتقدم على الآخر. ولكن يمكنك القول إن نتائج السباق متقاربة أو إن السباق محتدم أو إن الفارق ضئيل بين المرشحين. ولكن لا ينبغي أن نقول “تعادل بالنتائج” ما لم يكن للمرشحين نفس النسبة. وبالتأكيد لا نقول “تعادل إحصائي” ما لم يكون كلا المرشحين حصلا على نسب متطابقة.

وعندما يكون الفارق بين المرشحين يساوي أو أكثر من ضعف هامش الخطأ (6% في مثالنا) وإذا كان هناك اثنين فقط من المرشحين ولا يوجد ناخبين مترددين، عندها يمكننا القول وبكل ثقة أن نتيجة الاستطلاع تشير بوضوح لتقدم المرشح (أ) على المرشح (ب)

وعندما تكون الفجوة بين المرشحين أكثر من هامش الخطأ ولكن أقل من ضعف هامش خطأ، يجب أن نقول إن المرشح (أ) متقدم أو لديه أفضلية أو ممسك بالحافة. يجب أن تذكر القصة أن هناك احتمال ضئيل بأن المرشح (ب) متقدم على المرشح (أ)

عندما يكون هناك أكثر من مرشحين أو يوجد ناخبين مترددين- تقريباً في كل استطلاعات الرأي في العالم الحقيقي- يأخذ السؤال منحى أكثر تعقيداً بكثير.

بينما يكون الحل معقداً إحصائياً، يمكننا إلى حد ما تقييم هذا الوضع عن طريق تقدير هامش الخطأ. يمكننا القيام بذلك عن طريق أخذ مجموع النسب المئوية لكل من المرشحين المذكورين وضربه بمجموع المستجيبين للمسح (فقط الناخبين المحتملين إذا كان ممكناً). هذا الرقم هو الآن حجم العينة الفعال لحكمنا. ولنبحث عن خطأ اختيار العينة بالنسبة لجدول الإحصاءات وفق حجم العينة المخفض، ونطبقه على نسب المرشحين. إذا كانت متداخلة لا يمكن معرفة إذا كان أحد المرشحين في المقدمة. وبالتالي لا يمكننا الحكم بأن أحد المرشحين في المقدمة.

ونضع في اعتبارنا أنه عندما تعلن النتائج الفرعية التي حصلنا عليها- النساء أو السود أو الشباب- سيكون هامش الخطأ في أخذ العينات لهذه النماذج أكبر من حالة أخذ النتائج على أساس العينة ككل. ويجب علينا الحذر عند تقديم النتائج لمجموعات فرعية صغيرة للغاية. فأي نتائج صادرة عن أقل من 100 مستجيب تخضع لأخطاء كبيرة في أخذ العينات وهنا يكاد يكون من المستحيل أن تكون الأرقام الناتجة عنها ذات معنى.

  1. ماهي أنواع العوامل الأخرى التي يمكن أن تحرف نتائج الاستطلاع؟

وهامش خطأ العينة هو مصدر واحد ممكن ناتج عن عدم الدقة في الاستطلاع. وليس بالضرورة مصدر أكبر خطأ ممكن، ونستخدمه لأنه الوحيد الذي يمكن قياسه كمياً. والأمور الأخرى تبدو متساوية، وهو مفيد لتقييم ما إذا كانت الفروقات بين نتائج الاستطلاع هي ذات مغزى بالمعنى الإحصائي.

أسلوب/صياغة السؤال وترتيب السؤال هي أيضاً من المصادر المحتملة للعيوب. فعدم خضوع الأشخاص الذين يجرون المقابلات للتدريبات الكافية وعدم كفاءة الرقيب، إضافة لأخطاء معالجة البيانات وغيرها من المشاكل العملية، يمكن أن يولد الأخطاء. عمليات الاستطلاع المهنية أقل عرضة لهذه المشاكل من استطلاعات الرأي التي أجريت لمشاركين متطوعين والتي عادة ما تكون غير جديرة بالثقة. ويجب الحذر من استطلاعات الرأي التي أجراها طلاب الجامعات غير المدربين وغير الخاضعين للرقابة. فهناك العديد من الحالات حيث كتبت تقارير لنتائج- على الأقل في جزء منها- من قبل طلاب دون إجراء أي مسح على الإطلاق.

يجب نسأل دائماً إذا ما “رُجحت” نتائج الاستطلاع. وتستخدم هذه العملية عادة لحساب احتمالات عدم المساواة في اختيار العينة، والتعديل الطفيف على التركيبة السكانية في العينة. ويجب أن ندرك أنها يمكن التلاعب بالاستطلاع على نحو غير ملائم عن طريق ترجيح الأرقام لإنتاج النتيجة المرجوة. في حين أن بعض الترجيح قد يكون مناسباً، يكون الترجيح في استطلاعات أخرى غير مناسب. ترجيح استطلاع علمي مناسب فقط لعكس الاحتمالات غير المتكافئة أو للتكيف مع القيم المستقلة والتي هي في معظمها ثابتة.

  1. ما الأسئلة التي سئلت؟

لماذا ا يجب عليك معرفة الصيغة الدقيقة لأسئلة الاستطلاع؟ لأن صياغة الأسئلة يمكن أن تأتي باختلافات كبيرة في النتائج.

ولعل أفضل اختبار لأي سؤال استطلاع هو رد فعلنا على ذلك. في مواجهة ذلك، ظاهرياً هل يبدو السؤال عادلاً وغير منحاز؟ هل يقدم مجموعة متوازنة من الخيارات؟ وهل سيكون معظم الناس قادرون على الإجابة على هذا السؤال؟

أما بشأن المسائل الحساسة-  مثل الإجهاض- وربما يجب أن تتضمن الصياغة الكاملة  للسؤال في قصتنا. وقد يكون من المجدي مقارنة نتائج عدة استطلاعات رأي مختلفة لعدة منظمات مختلفة بشأن المسائل الحساسة. ويجب أن ندرس بعناية كل من النتائج والصياغة الدقيقة للأسئلة.

  1. ما هو/بأي ترتيب طرح الأسئلة؟

في بعض الأحيان يمكن للترتيب الفعلي للأسئلة أن يؤثر على النتائج. في كثير من الأحيان يكون التأثير غير مقصود. وفي بعض الأحيان ليس كذلك. غالباً ما يكون تأثير الترتيب خفي/دقيق.

في الأوضاع الاقتصادية المضطربة، على سبيل المثال، إذا سئل الناس عن رأيهم في الاقتصاد قبل أن يسألوا عن رأيهم في الرئيس، على الأرجح أن يكون تصنيف شعبية الرئيس أقل مما لو عكس ترتيب الأسئلة. وفي الأوقات الاقتصادية الجيدة العكس هو الصحيح.

والمهم هنا هو ما إذا كانت الأسئلة التي طرحت قبل السؤال الحاسم في الاستطلاع قد تؤدي إلى التأثير على النتائج. إذا كان الاستطلاع يطرح أسئلة حول الإجهاض قبل السؤال حول الحق بإجراء الإجهاض، يمكن للسؤال الأول التأثير على النتائج.

  1. ماذا عن استطلاع الضغط؟

في السنوات الأخيرة، استخدمت بعض الحملات السياسية وجماعات الضغط على تقنية تسمى “استطلاع الخروج” لنشر الشائعات وحتى الأكاذيب الصريحة عن المعارضين. هذه الجهود ليست استطلاعات، ولكن التلاعب السياسي يحاول الاختباء وراء ستار استطلاع الرأي العام.

في “استطلاع الضغط” يدعى عدد كبير من الناس عن طريق الهاتف، ويطلب منهم المشاركة في الاستطلاع المزعوم. وأسئلة المسح هي حقاً اتهامات مبطنة ضد الخصم أو تكرار الشائعات حول السلوك الشخصي أو المهني للمرشح. والتركيز هنا هو على التأكد أن المستجيب يسمع ويفهم الاتهام في السؤال، وليس في جمع آراء المستجيبين.

“استطلاع الضغط” غير أخلاقي وقد أدين من قبل منظمات الاستطلاع المهنية.

يجب تمييز “استطلاع الضغط” عن بعض أنواع الاستطلاعات المشروعة التي تقوم بها بعض الحملات السياسية. في بعض الأحيان، تسأل حملة ما باستطلاع سلسلة من الأسئلة الجادة حول مواقف لقضية متناقضة بين المرشحين أو أشياء مختلفة يمكن أن تقال عن المرشح، وبعضها سلبي. هذه الأسئلة المشروعة تسعى لقياس رد فعل الجمهور على موقف المرشح أو لقياس هجوم شرعي وعلني محتمل على المرشح.

يمكن تمييز استطلاع شرعي عن استطلاع ضغط، بـعدد المكالمات التي تتم، فدفع الاستطلاع يأتي بآلاف وآلاف من المكالمات، بدلاً من مئات المكالمات بالنسبة لبقية الاستطلاعات، فهو من يتصل- شركة استطلاع لمسح علمي مقابل شركة تسويق عبر الهاتف أو الحملة نفسها لاستطلاع الضغط. عدم وجود أي تجمع حقيقي من النتائج في “استطلاع الخروج”، والتي لديها هدفها الوحيد نشر معلومات كاذبة أو مضللة.

  1. ما هي الاستطلاعات الأخرى التي جرت حول هذه النقطة؟ هل يقولون نفس الشيء؟ وإذا كانوا مختلفين، لماذا هذا الاختلاف؟

ينبغي أن تستخدم الاستطلاعات الأخرى-  كالتي أجريت من قبل صحيفة أو محطة تلفزيونية أو مؤسسة لاستطلاع الرأي العام أو حتى مرشح خصم- لفحص وملاحظة التباين في استطلاعات الرأي التي في متناول اليد.

إذا اختلفت استطلاعات الرأي، أولاً تحقق من توقيت المقابلات. إذا تم القيام بها بأوقات مختلفة، يدلّ الاختلاف بالنتائج على وجود تأرجح في الرأي العام.

وإذا أجريت الاستطلاعات في الوقت نفسه تقريباً، اطلب من كل ممول للاستطلاع تفسير هذا الاختلافات. فالاستطلاعات المتضاربة غالباً ما تأتي برواية جيدة.

  1. ماذا عن استطلاعات المغادرة/الخروج؟

استطلاعات الخروج التي أجريت بشكل صحيح، هي مصدر ممتاز للمعلومات عن الناخبين في عينة انتخابية. وهي الفرصة الوحيدة لمسح الناخبين الفعليين والناخبين الوحيدين.

وهناك عدة قضايا ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند تقرير استطلاع خروج. أولاً، يدل هذا النوع من استطلاعات الرأي على الكيفية التي يعتقد الناخبون أنهم أدلوا بأصواتهم. أظهرت الانتخابات لعام 2000 أن الناخبين قد يعتقدون أنهم قد صوتوا لمرشح، ولكن قد لا يكون تم تسجيل أصواتهم. أو في بعض الحالات، صوت الناخبون لمرشح مختلف عما تصوروا أنهم فعلوا.

ثانياً، لا يتم تضمين الناخبين الغائبين في العديد من استطلاعات الخروج. في الولايات التي يوجد فيها عدد كبير من الناخبين، يصوتون إما باكراً أو غيابياً، ويمكن الجمع بين استطلاع للغائب عن طريق الهاتف مع استطلاع للخروج لقياس الرأي العام للناخبين. وفي حالات معينة يكون هناك أعداد كبيرة من الناخبين الغائبين دون وجود استطلاع للغائبين، يجب أن نكون حذرين عند كتابة تقرير عن ذلك، فاستطلاع الخروج هو فقط للناخبين يوم الانتخابات.

ثالثاً، يجب التأكد من أن المؤسسة التي أجرت الاستطلاع لديها سجل سابق/حافل. يتم إجراء العديد من استطلاعات الخروج في أقل عدد ممكن من مواقع التصويت من قبل أناس ليس لديهم خبرة في هذا الأسلوب من الاستطلاع. ويمكن أن تكون هذه النتائج مضللة.

  1. ماذا يجب أن يتضمن أيضاً التقرير عن الاستطلاع؟

العنصر الأساس في كتابة التقارير عن الاستطلاعات هو السياق. وهذا لا يعني أنه يجب علينا مقارنة الاستطلاع بغيره من الاستطلاعات التي أجريت في نفس الوقت أو في وقت سابق فقط، وإنما يعني أننا نحتاج أن نكتب تقريراً عن الأحداث التي أثرت على نتائج الانتخابات.

ولا يقتصر التقرير المكتوب عن استطلاع على النتائج وإنما يساعد القارئ على تفسير تلك النتائج. فإذا أظهر الاستطلاع استمراراً في تراجع ثقة المستهلك على الرغم من  تحسن المؤشرات الاقتصادية ،فهذا يعني انه يمكن أن يشمل التقرير بعض التحليلات عن عدم ملاحظة الناس للتحسن الاقتصادي في حياتهم اليومية على الرغم من أن المؤشرات آخذة في الارتفاع.

إذا بين مرشح للرئاسة التحسن الاقتصادي الملحوظ، يمكن ذكر ملايين الدولارات التي تنفق على الإعلانات قبل الانتخابات في التقرير.

يجب أن يكون وضع الاستطلاع في السياق جزء كبير من التقرير.

  1. انتهينا من طرح الأسئلة، وتبدو الأسئلة جيدة، فهل يجب كتابة التقرير عن النتائج؟

نعم، لأن منظمات الاستطلاع حسنة السمعة تقوم بعمل جيد باستمرار.

ومع ذلك، يجب أن نبقي في أذهاننا أن الصدفة وحدها تقول إن نتائج واحد من عشرين من الاستطلاعات قد تنحرف بعيداً عن آراء الجمهور الحقيقية فقط بسبب خطأ العينة.

ومهما كان الاستطلاع جيداً، وبغض النظر عن مدى اتساع الهامش، ومهما كانت العينة الكبيرة، لا يظهر استطلاع للرأي قبل الانتخابات أن أحد المرشحين لديه حظوظ منخفضة بالنسبة لغيره. فالأمور تتغير في كثير من الأحيان وخاصة بميدان السياسة. ولهذا السبب يقوم المرشحين بحملة.

إذا تم إجراء الاستطلاع بشكل صحيح، وكنا قد تمكنا من الحصول على المعلومات المذكورة هنا، ينبغي أن يكون الحكم الوارد بالتقرير مطابق للاستطلاع، كما هو حال باقي العناصر.

وعلى الرغم من الصعوبات، يبقى استطلاع الرأي العام الذي تم إجراءه بشكل صحيح، أفضل مقياس موضوعي لعكس وجهات نظر الجمهور.

الكاتب: سامر الخيّر
تاريخ النشر: 25 مارس 2016
الرابط الأصلي للمقال:

http://ncro.sy/?p=3402

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *