مجلس الاستطلاع البريطاني: دليل الصحفي لاستطلاعات الرأي – ترجمة هناء شرّوف- موقع المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي

الكاتب: [ترجمة هناء شروف] أعده بيتر كيلنر لـ ESOMAR (www.esomar.org)
• ما هو استطلاع الرأي؟
استطلاع الرأي هو دراسة علمية استقصائية تهدف إلى معرفة آراء مجموعة محددة – على سبيل المثال الناخبين في بلد ما (بالنسبة لمعظم استطلاعات الرأي السياسية) أو العائلات أو أعضاء النقابات التجارية.
2- ما الذي يجعل الدراسة الاستقصائية “علمية”؟
هناك خاصتان رئيسيتان تجعلان الدراسة علمية:
• أن يتم اختيار المشاركين من قبل شركة أبحاث .
• يتم جمع المعلومات الكافية عن المشاركين للتأكد من أن البيانات في النتائج المنشورة تتطابق مع السيرة الذاتية للمجموعة التي شملها الاستطلاع .أو التي أجريت عليها الدراسة .على سبيل المثال، إذا كان عدد الذين تم استطلاع أرائهم تحتوي على 52٪ من النساء و30٪ ممن هم فوق 55، إذ سوف يتضمن استطلاع الرأي النموذجي في بياناته المنشورة على هذه النسب من النساء ونسب المشاركين الكبار في السن.
3- كيف يختار استطلاع الرأي عينة تمثله حقا؟
هناك طريقتان رئيسيتان:
الأولى: أخذ العينات بطريقة عشوائية .
ثانيا- “أخذ العينات بحصص نسبية” (كوتا)
في الطريقة الأولى تقوم المؤسسة التي ترغب بإجراء استطلاع الرأي إما باستخدام قائمة بأرقام هواتف عشوائية أو عناوين البريد الإلكتروني (للهاتف أو بعض استطلاعات الرأي في الإنترنت)؛ أو تقوم بزيارة عناوين عشوائية أو أسماء من قائمة وضعت عشوائيا مثل السجل الانتخابي (لبعض الاستطلاعات التي تجري وجها لوجه). وبعد ذلك تقوم المؤسسة بالاتصال بهذه الأرقام أو التواصل مع العناوين وتسألهم المشاركة في الدراسة.
وتتضمن عينات “الكوتا” تحديد حصص – على سبيل المثال، العمر والجنس – والبحث عن أشخاص مختلفين تتطابق مع تلك الخصائص في كل موقع. وغالبا ما تستخدم استطلاعات الحصص أو الكوتا في الاستطلاعات التي تجري وجها لوجه .وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الاستطلاعات عن طريق الإنترنت تستخدم عينات الحصص لتحديد عينات تمثلها من قاعدة بيانات من الناس الذين قدموا بالفعل هذه المعلومات عن أنفسهم.
4- هل تفعل مؤسسات استطلاع الرأي أي شيء آخر لتحقيق عينات تمثيلية؟
يفعلون عادة، بينما توفر العينات العشوائية والكوتا التي أجريت بشكل جيد تقدير تقريبي واضح للعامة .حيث هناك أسباب مختلفة لما قد تحتوي على شيء لكثير جدا من بعض الجماعات وقليل جدا من جماعات أخرى. ما يحدث عادة هو أن مؤسسات الاستطلاع تسأل المشاركين ليس فقط عن وجهات نظرهم ولكن عن أنفسهم. ثم يتم استخدام هذه المعلومات لمقارنة العينة مع إحصاءات التعداد على سبيل المثال، ثم يتم تعديل الأرقام من الاستطلاع قليلا، صعودا أو هبوطا، لتتناسب مع صفات الشخصية التي شملتها الدراسة .إذا، على سبيل المثال، وجد الاستطلاع بعد انتهاء أعمال المسح بان هناك 100 عضو من مجموعة سكانية معينة، ولكن يجب أن يكونوا 110 منهم (في استطلاع للرأي، يقول، 1000 أو 2000)، ثم سوف “توزن” إجابات تلك المجموعة بحيث يكون لكل من هؤلاء المشاركين 100 إحصاء إلى 1.1 شخص .بهذه الطريقة، يجب أن تعكس النسب المنشورة عدد السكان بالكامل .
5- هل تجاوزت أنواع أخرى من الدراسات الاستقصائية أن تكون على خطأ؟
لا. فقط مثل الساعة المتوقفة تخبرنا الوقت الصحيح مرتين في اليوم، استطلاعات غير علمية ستنتج أحيانا النسب الصحيحة. لكنها أبعد ما تكون أكثر عرضة للخطأ بشكل سيئ. الأشكال الأكثر شيوعا من استطلاعات غير علمية، الاستطلاعات التي تجرى عبر الهاتف في البرامج التلفزيونية والدراسات الاستقصائية التي تختارها بنفسك والتي تجرى عبر الإنترنت .هذه تحتوي على خطأين:
أولا: تلك العينات هي اختيار ذاتي. مثل هذه الاستطلاعات تميل إلى جذب الناس الذين يشعرون بحماس حول موضوع الاستطلاعات، بدلا من عينة تمثيلية .
ثانيا: مثل هذه الاستطلاعات نادرا ما تجمع هذا النوع من المعلومات الإضافية (مثل العمر والجنس) التي من شأنها أن تسمح بإطلاق بعض الأحكام حول طبيعة العينة.
6- ولكن بالتأكيد الاستطلاع عن طريق الهاتف أو الكتابة والذي يشارك به مليون شخص من المرجح أن يكون أكثر دقة من استطلاع للرأي يضم عينة 1000؟
ليس تماما. العينة المنحازة هي عينة منحازة، مهما كانت كبيرة. أحد الأمثلة الاحتفالية على ذلك هو الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 1936. أرسلت المجلة الأدبية دايجست، 10 ملايين بطاقة بريدية تسأل الناس كيف سيصوتون، تلقت بعدها ما يقرب من 2.3 مليون وقالت أن ألفريد لاندون كان يتفوق على فرانكلين روزفلت من 57-43%. لم تجمع المجلة المعلومات التي من شأنها أن تسمح لها بالحكم على نوعية العينة وتصححه، أو “توزن”، المجموعات التي كانت أقل أو أكثر تمثيلا. مستطلع شاب يدعى جورج غالوب استخدم عينة أصغر بكثير ( حوالي 50000، ومع ذلك هي أكبر بكثير من تلك التي تستخدم اليوم)، ولكن لأنه أكد أنها كانت ممثلة، تبين له بشكل صحيح أن روزفلت في طريقه للفوز بأغلبية ساحقة. وفي الحال فاز روزفلت 60٪ ولاندون فقط 37٪. أغلقت المجلة الأدبية دايجست بعد ذلك بوقت قصير.
7- كيف بإمكانكم إخبارنا عما يعتقد الملايين من الناس بسؤالكم فقط 1000 أو2000 مشارك؟
بإيجاز، بنفس الطريقة التي يمكن فيها لطاهي أن يحكم على قدر كبير من الحساء بعد تذوق ملعقة واحدة فقط بعد تحريكه بشكل جيد، بذلك تكون الملعقة ممثلة عن الحساء في القدر، ملعقة واحدة تكفي. تعمل استطلاعات الرأي بنفس المبدأ: تحقيق عينات تمثيلية هو أقرب إلى تحريك الحساء. استطلاع غير علمي هو بمثابة القدر غير المتحرك من الحساء. يستطيع كبير الطهاة شرب كمية كبيرة من الجزء العلوي من القدر، ويحصل على رأي مضلل إذا كان بعض من المكونات قد غرق إلى أسفل القدر. تماما كما في خدعة فحص الحساء هو تحريكها جيدا، وليس الشرب الكثير، وبالتالي فإن جوهر استطلاع الرأي العلمي هو تأمين عينة تمثيلية، بدلا من عينة ضخمة.
8- ولكن أليس هناك بعض الخطر من هامش الخطأ في الاستطلاع من 1000 أو 2000 شخص؟
نعم. تسمح لنا النظرية الإحصائية بتقدير هذا. تخيل أن بلدا يقسم بالتساوي بالضبط في قضية ما – 50٪ يحملون وجهة نظر واحدة في حين أن 50٪ الآخرين يعتقدون العكس. تخبرنا النظرية الإحصائية أنه في استطلاع للرأي عشوائي من 1000 شخصا، مع معدل استجابة بنسبة 100٪، بعد ذلك 19 مرة من أصل 20، سيكون الاستطلاع دقيقاً ضمن حدود 3٪. وبعبارة أخرى، فإنه سيسجل 47٪ على الأقل، وليس أكثر من 53٪، لكل وجهة نظر. ولكن هناك فرصة واحدة من 20 فرصة بأن الاستطلاع سيسقط خارج هذا النطاق.
مع عينة من 2000، إن الاستطلاع سيكون في حدود 2٪ أي 19 مرة من أصل 20.
9- أنت تقول تنطبق تلك الحسابات على “استطلاع عشوائي مع معدل استجابة بنسبة 100٪“. بالتأكيد ذلك فطيرة في السماء؟
كلمة حق تقال، بأن هناك الكثير من استطلاعات الرأي غير عشوائية، كانت معدلات الاستجابة غالبا ما تكون أقل من ذلك بكثير جدا – أقل بكثير من 50٪ في العديد من البلدان التي أجرت استطلاعات الرأي على مدى بضعة أيام فقط.
10- لذلك أليس الهامش الحقيقي للخطأ أكبر من ذلك بكثير؟
ربما – ولكن ربما لا. هنا نورد مثالين، على طرفي نقيض في هذه المسألة. وبالعودة إلى مثالنا في بلد منقسم بالتساوي. افترض كل شخص لديه وجهة النظر (أ) يعيش في النصف الشمالي من البلاد، في حين أن كل من يحمل رأي (ب) يعيش في النصف الجنوبي. في هذه الحالة، إذا ضمن منظم استطلاعات الرأي أن تجري نصف دراسته في الشمال، والنصف الآخر في الجنوب، لذا ستكون استطلاعات الرأي دقيقة تماما. وتسمى الاستطلاعات الهيكلية في هذا النوع من طريقة “المطابقة” .القيام به بشكل صحيح، يمكن أن تساعد هذه الطريقة على زيادة دقة الاستطلاع.
الآن لنفعل فرضية مختلفة حول اسطورتنا، البلد المقسوم بالتساوي. لنفترض أن الذين يحملون وجهة نظر (أ) أكثر عرضة للتعبير عن هذا الرأي للغرباء – مثل الباحثين في الدراسة – من الناس الذين يحملون الرأي (ب). ما لم تدرك مؤسسة الاستطلاع هذا التحيز وتعرف كم هو كبير ، سوف تنتج نتائج جيدة توضح بأن وجهة النظر (أ) أكثر شعبية من وجهة النظر (ب) وهذا مثال على خطأ منهجي.
لقياس الهامش “الحقيقي” من الخطأ، سنكون بحاجة إلى مراعاة الخطأ في أخذ العينات العشوائية، وآثار التقسيم الطبقي، والأخطاء المنهجية الممكنة. والمشكلة هي أنه من الصعب، والمستحيل القول، للتأكد من أن الأثر الحقيقي للأخطاء الطبقية والمنهجية. (إذا كان تأثير كل الأخطاء المنهجية معروفة، سوف تضبط شركة المسح المختصة نتائجها لتعويض لهم).
11- ألا يعني هذا أنه لا يمكن الوثوق باستطلاعات الرأي على الإطلاق؟
لا. استطلاعات الرأي قد لا تكون الطريقة المثالية لقياس ما يفكر به العامة، ولكنها الأفضل، أو الأقل سوءا، في معظم البلدان حيث يمكن مقارنة نتائج الاستطلاع مع النتائج الفعلية (مثل الانتخابات)، استطلاعات الرأي المصممة تصميما جيدا وعادة ما تكون دقيقة بنسبة 3٪، حتى لو كانت تنحرف أحيانا خارج هامش الخطأ. وعلاوة على ذلك، في كثير من الأوقات كانت استطلاعات الرأي تقدم دليلا جيدا لدولة الرأي، حتى السماح بهامش أكبر من الخطأ. إذا وجدت دراسة استطلاعية ممثلة ومصممة تصميما جيدا، إن العامة تنقسم بنسبة 70-30٪ حول المسألة، ثم هامش الخطأ فيه حتى 10٪ لا يمكن أن يغير من حقيقة أن وجهة نظر واحدة شرحت على نطاق واسع أكثر من جهة أخرى. ومع ذلك، صحيح أن إجراء استطلاع رأي في الانتخابات على عينة من 1000-2000 بفارق أقل من 5٪ لمرشح واحد أو حزب على آخر لا يمكن اعتباره مؤشرا معينا على من الذي يتقدم في وقت إجراء المسح – ناهيك عن ضمان من سيكون في الأيام أو الأسابيع أو الأشهر المقبلة.
12- لقد رأيت استطلاعات للرأي قد أجريت من قبل مؤسسات مختلفة، حول القضية نفسها تنتج نتائج مختلفة جدا. كيف ذلك؟
هناك عدد من الأسباب المحتملة، بعيدة تماما عن القضايا. لها علاقة بخطأ المعاينة.
أ. يمكن أن تكون استطلاعات الرأي قد أجريت في أوقات مختلفة، حتى ولو نشرت بالوقت نفسه. إذا كانت وجهات النظر لكثير من الناس عرضة للتغيير في الاستجابة للأحداث. بالنتيجة قد يكون كلا الاستطلاعين صحيحين على نطاق واسع، وان المزاج العام قد تحول من بداية الدراسة وحتى نهايتها .
ب. يمكن أن يكون الاستطلاع قد توجه بأسئلة مختلفة . قضايا الصياغة ولاسيما في موضوعات حيث كثير من الناس ليس لديهم وجهات نظر قوية. دائما تستحق فحص الصياغة الدقيقة عندما تظهر استطلاعات الرأي مختلفة.
ج. قد يكون هناك “تأثير الترتيب”. أحد الاستطلاعات يمكن أن يسأل سؤالاً خاصاً “بطريقة باردة”، في بداية الدراسة. وقد يسأل استطلاع آخر نفس السؤال “بطريقة حارة”، بعد سلسلة من أسئلة أخرى حول نفس الموضوع. تنشأ الخلافات أحيانا بين مجموعتين من النتائج، ومرة أخرى عندما لا يكون لدى كثير من الناس وجهات نظر قوية، وبعض الناس قد يعطون إجابات مختلفة اعتمادا على ما إذا كان سؤالا من فراغ أو بعد دعوتهم للنظر في بعض جوانب القضية أولا.
د. يحتمل أن تكون قد أجريت باستخدام أساليب مختلفة. يمكن أن تخضع النتائج “لأثار الأسلوب”: بمعنى، ربما يعطي بعض الناس، بوعي أو دون وعي، إجابات مختلفة اعتمادا على ما إذا كانت تطلب منهم الأسئلة شخصيا عن طريق المقابلة، أو بطريقة غير شخصية في الدراسات الاستقصائية الذاتية المرسلة عن طريق البريد أو البريد الإلكتروني/الإنترنت. هناك بعض الأدلة على أن عمليات المسح االذاتي المجهولة تؤمن قدراً أكبر من الصراحة بشأن بعض القضايا الحساسة، أكثر من الاستطلاعات التي تجرى وجها لوجه أو هاتفيا. لذا إذا سألت شركتان طيبتا السمعة السؤال نفسه في نفس الوقت، تنتج أرقاماً مختلفة، وإحداهما أجرت عمليات الاستطلاع عن طريق الهاتف والأخرى عن طريق شبكة الإنترنت، “آثار الأسلوب” يمكن أن تؤثر.
13- عندما يرسل لي شخص استطلاعاً للرأي، كيف يمكنني معرفة ما إذا كان يأخذه على محمل الجد أم لا؟
تحقق مما يلي:
• من أجرى الاستطلاع؟
هل المؤسسة التي قامت بالاستطلاع مستقلة وجيدة السمعة؟ إذا لم تكن كذلك، عليك اعتبار النتائج التي توصلت إليها بحذر. إذا لم تكن متأكدا، إذا أحد الاختبارات هو اختبار استعدادها للرد على الأسئلة أدناه. ستوفر سمعة شركات الاستطلاع لكل ما تحتاجه من معلومات لتقييم الدراسة.
• من الذي يدفع من أجل الاستطلاع ولماذا كان عليه القيام به ؟
إذا كانت الدراسة قد أجريت من قبل إحدى وسائل الإعلام المحترمة، أو من قبل باحثين مستقلين، هناك فرصة جيدة لكي تكون قد أجريت بنزاهة. أما إذا أجريت من قبل عميل حزبي، مثل شركة أو جماعة ضغط أو حزب سياسي، قد تكون لا تزال دراسة جيدة (على الرغم من أنه يجب إخبار القراء –المستمعين- المشاهدين من يكون العميل).
تعتمد صلاحية الاستطلاع على ما إذا أجري من قبل شركة ذات سمعة طيبة، وعلى ما إذا كانت الأسئلة غير منحازة، وعما إذا تم توفير معلومات كاملة عن الأسئلة المطروحة والنتائج التي تم الحصول عليها. إذا تم تقديم مثل هذه المعلومات، بعد ذلك فإن نوعية الدراسة تظل أو تسقط وفقا لمزاياها الجوهرية. إذا لم يتم توفير هذه المعلومات، ينبغي أن يعامل الاستطلاع بحذر. في كلا الحالتين، احترس من الأسئلة المحملة والنتائج الانتقائية التي تهدف إلى تعزيز وجهة نظر العميل، بدلا من نقل الرأي العام بشكل كامل وموضوعي.
ج. كم عدد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم ضمن الدراسة؟
كلما ازداد عدد المشاركين كلما كان ذلك أفضل – على الرغم من أن دراسة علمية ذات عينة صغيرة أفضل دائما من عينة كبيرة لدراسة مختارة ذاتيا. نلاحظ، مع ذلك، أن حجم العينة الإجمالي ليس دائما الرقم الوحيد المناسب. على سبيل المثال، الاستطلاعات المقصودة للتصويت غالبا ما تظهر الأرقام باستثناء “لا أعرف”، يعتبر المشاركين كأنهم لم يصوتوا، وأولئك الذين يرفضون الكشف عن المفضل لديهم. وباستبعاد هذه المجموعات، يكون حجم العينة المهتمة بالتصويت أقل بكثير من كامل العينة، وبالتالي فإن احتمال الخطأ في أخذ العينات أكبر.
وبالمثل، يجب توخي الحذر عند مقارنة مجموعات فرعية – على سبيل المثال الرجل والمرأة .خطأ العينة لكل مجموعة فرعية قد يكون أعلى بكثير من العينة ككل. إذا كانت العينة الإجمالية 500، وتتكون من عدد متساو من الرجال والنساء، وقد بلغ خطأ العينة لكل من الجنسين (نحصي فقط الأخطاء العشوائية وبغض النظر عن أية أخطاء منهجية) حوالي 6٪.
د. كيف تم اختيار هؤلاء الناس؟
إذا كان الاستطلاع الذي يزعم أنه يخص الناس ككل (أو مجموعة كبيرة من الناس)، لديه مؤسسة استطلاع تستخدم واحدة من الأساليب المذكورة في النقاط 2-3-4 أعلاه؟ إذا كان استطلاع الرأي اختيار الذاتي – مثل قراء صحيفة أو مجلة، أو مشاهدي التلفاز والكتابة، والاتصال الهاتفي، والبريد الإلكتروني أو الرسائل النصية — إذا لا ينبغي أبدا أن يقدم باعتباره دراسة تمثيلية. إذا أجري الاستطلاع في مواقع معينة دون غيرها، على سبيل المثال، في المدن وليس في المناطق الريفية، يجب أن تكون هذه المعلومات واضحة في أي تقرير.
ه . متى أقيم الاستطلاع ؟
للأحداث تأثير كبير على نتائج الاستطلاع. يجب أن يعتمد تفسيركم لاستطلاع الرأي على الوقت الذي أجري فيه بالنسبة إلى الأحداث الرئيسية. حتى نتائج الاستطلاع الحديثة يمكن تجاوزها بالأحداث. نتائج الاستطلاع التي عمرها عدة أسابيع أو أشهر قد تكون صالحة تماما، على سبيل المثال إذا كانت تهتم بالمواقف الثقافية الكامنة أو السلوك بدلا من الأحداث الموضوعية، ولكن التاريخ الذي تم إجراء الاستطلاع فيه (تمييزا عن النشر) ينبغي أن يكون دائما مكشوفا.
ي. كيف أجريت المقابلات؟
هناك أربع طرق رئيسية: شخصيا، عبر الهاتف، عبر الإنترنت أو عن طريق البريد. ولكل طريقة نقاط قوتها وضعفها. عمليات الاستطلاع بواسطة الهاتف لا تصل إلى أولئك الذين ليس لديهم الهواتف. استطلاعات البريد الإلكتروني تصل فقط هؤلاء الناس الذين تصلهم خدمة الإنترنت. تعتمد كل الطرق على التعاون المتوفر والطوعي من المستطلعين المتصلين. معدلات الاستجابة يمكن أن تكون على نطاق واسع جدا. في جميع الحالات، طورت الشركات ذات السمعة الطيبة الأساليب الإحصائية لمعالجة هذه القضايا وتحويل البيانات الخام الخاصة إلى نتائج تمثيلية (انظر النقاط 3 و 4 أعلاه).
ز. هل كان الاستطلاع “استطلاع ضغط؟
أفضل طريقة للوقاية من “استطلاعات الضغط” هي معرفة من الذي أجرى الاستطلاع. الشركات ذات السمعة الطيبة لا علاقة لها بـ “استطلاعات الضغط”، هي الظاهرة التي نمت في السنوات الأخيرة في عدد من البلدان.
والغرض من “استطلاع الضغط” هو نشر الشائعات والأكاذيب عن المعارضين. هذه الجهود ليست استطلاعات، ولكنها تلاعب سياسي يحاول الاختباء وراء ستار استطلاع الرأي العام. في “استطلاع الضغط”، يقوم بدعوة عدد كبير من الناس عن طريق الهاتف، ويطلب منهم المشاركة في الاستطلاع المزعوم. و”الأسئلة” المطروحة في الدراسة تكون عبارة عن اتهامات مبطنة ضد الخصم أو تكرار الشائعات حول السلوك الشخصي أو المهني للمرشح. التركيز هنا هو جعلك متأكد من أن المشارك يسمع ويفهم الاتهام في السؤال، ليس في جمع آراء المشاركين. “استطلاعات الضغط” لا صلة لها باستطلاعات الرأي الحقيقية.
ح. هل كان استطلاع الخروج صالحا؟
ينطبق هذا السؤال فقط في الانتخابات. استطلاعات الخروج التي أجريت، هي مصدر ممتاز للمعلومات عن الناخبين في انتخاب بعينه. وهي الفرصة الوحيدة لمسح الناخبين الفعليين والناخبين فقط . يتم إجراؤها عادة على الفور بعد قيام الناس بالتصويت، وبالتالي فهي قادرة (نظريا) أن تنقل السلوك الفعلي. استطلاعات ما قبل الانتخابات، حتى تلك التي أجريت قبل يوم من التصويت، لا يمكن أن تتجنب تماما الخطر بأن البعض قد يغير رأيه، حول ما إذا كان سيصوت أو يدعم مرشح أي حزب في اللحظة الأخيرة.
لكن استطلاعات الخروج لا تزال عرضة لثلاثة مصادر متميزة من الخطأ، وبصرف النظر عن الخطأ العشوائي تماما:
أولا، مؤيدو أحد المرشحين / أو أحد الأحزاب يمكن أن يكونوا أكثر استعدادا للكشف عن تصويتهم من مؤيدي الآخرين . هذه الظاهرة “عدم الاستجابة التفاضلية” تكون بشكل خاص صعبة للحكم بدقة في استطلاعات الخروج.
ثانيا، قد يعتقد بعض الناس بصدق أنهم صوتوا لمرشح / حزب معين، ولكن دون قصد قد صوتوا لصالح شخص آخر، أو أفسدت ورقة التصويت الخاصة بهم (عند استخدام آلات التصويت) لم تكتمل العملية بشكل صحيح.( وهذا قد يفسر الاختلاف الطفيف إحصائيا ولكن الاختلاف الحاسم سياسيا بين الاستطلاع في ولاية فلوريدا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000، الذي أشار إلى الفوز بفارق طفيف عن آل غور، والنتيجة المعلنة كانت فوزاً ضئيلاً للغاية لجورج بوش.
ثالثا، قد لا تجرى استطلاعات الخروج عند خروج مجموعة تمثيلية من مراكز التصويت. حتى لو كان إجمالي العينة كبير جدا – لنقل، 5000 أو أكثر – قد يعاني من تأثير يعرف باسم “التكتل”. إذا، مثلا، تم اختيار 50 مركز تصويت، و100 ناخب تم سؤالهم في كل مركز، يمكن للأرقام أن تكون خاطئة إذا كان التوازن السياسي العام لمراكز التصويت الخمسين، منحرفة قليلا.
مؤسسات استطلاع الرأي الجيدة السمعة تبذل جهودا كبيرة لتفادي هذه المشكلة. قد تجري الشركات الأخرى استطلاعات الخروج في أقل عدد ممكن من مواقع التصويت باستخدام المقابلات مع الذين ليس لديهم خبرة أو تدريب متخصص في هذا الأسلوب من الاستطلاع.

الكاتب: هناء شرّوف
تاريخ النشر: 25 مارس 2016
الرابط الاصلي للمقال:

http://tinyurl.com/hhw5udl

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *