أهم النقاط بالفصل الخامس من كتاب قوة تصميم المسح

سيكولوجية المستجيب والمشاركة في المسح

من السهل جدا افتراض أن نجاح مقابلة المحاور (جامع البيانات) مع المستجيب تعتمد فقط على التفاعل بينهم، وقدرة المحاور على إدارة المقابلة جيدا، ولكن في الحقيقة أن نتيجة المقابلة هي نتاج عوامل كثيرة منها عوامل مرئية وغير مرئية، والتي يجب على مدير المسح فهمها جيدا، والعمل على تحليل آثارها، وتدريب المحاورين عليها لضمان أعلى مستوى من المشاركة.

العوامل المؤثرة على المشاركة

هناك 3 عوامل أساسية تساهم في نجاح المقابلة: البيئة الاجتماعية، وتصميم المسح، والحالة الذهنية للمستجيب، حيث يولد التفاعل بين تلك العوامل تأثير قوي على المقابلة الميدانية، مما ينعكس على كمية وجودة البيانات المجمعة.

البيئة الاجتماعية

هناك عاملان أساسيان في البيئة الاجتماعية الديموغرافية، يؤثران على مشاركة المستجيب في المسح، وهما المسؤولية الاجتماعية، والتماسك الاجتماعي، فهذه العوامل تميز البيئة التي يتم فيها المسح، فالإحساس بالمسؤولية المجتمعية للمستجيب، وأن ذلك واجب مجتمعي يمكن أن يؤديه، وتصوره عن مدى شرعية المؤسسات الاجتماعية والجهات القائمة بالمسح ومدى الثقة فيهم، بالإضافة إلى تصميم المسح نفسه سيحددون مدى استعداده للمشاركة في المسح.

تصميم المسح

يتطلب تصميم المسح عدة سمات وخيارات مختلفة متعلقة بمنهجية المسح، ووحدة الدراسة، وخصائص المحاور، وغيرها من الخيارات التي لها تأثير مختلف على استراتيجية الحصول على مشاركة المستجيب في المسح، وتعد أهم السمات المتعلقة بمنهجية المسح:

  • أسلوب الاتصال الأولي بالمستجيب، وحوافز المشاركة في المسح

يتم الاتصال المسبق بالمستجيب على المسح لتعزيز مشاركته فيه على سبيل المثال إرسال خطاب مقدما، ويجب أن يشمل على الهدف من المسح وفوائد المشاركة ودور المستجيب فيه، والجهات الراعية للمسح، والشخص المستهدف في المسح، بالإضافة إلى الحوافز التي قد يحصل عليها المستجيب، وقد نصحت عدة أدبيات إلى استخدام حوافز غير مادية مثل الكتيبات التي تدعم عملية المسح.

  •  التوقيت

اختيار الوقت المناسب للمقابلة الميدانية، حيث أن أوقات مثل العطلات الرسمية قد لا تشجع المستجيب للمشاركة.

  • التحديد الصحيح للشخص المناسب للمشاركة

اختيار الشخص المؤهل للإجابة على الأسئلة، أو الشخص الذي لديه السلطة لتوجيه المستجيبين الآخرين للمشاركة.

  • طول الاستبيان

قد يؤثر طول الاستبيان على العبء الذي يقع على المستجيب في المسح، ولكن لا يوجد دليل قاطع على ذلك، حيث أشارت دراسة تجريبية أجريت على 700 شخص أن طول الاستبيان ليس له إلا تأثير هامشي وغير مهم على المشاركة.

  • موضوع الدراسة

يجب أن يكون موضوع الدراسة وثيق الصلة بالغرض من الدراسة، ولا ينبغي أن يثير الخوف والقلق لدى المبحوث، ويجب تجنب الأسئلة الحساسة قدر المستطاع، مع توفير تأكيدات على السرية وعدم الإفصاح عن تلك البيانات.

  • خصائص المستجيب

قد تؤثر خصائص المستجيب كالعمر والنوع، والتعليم على مشاركة المستجيب في المسح، إلا أن الأدلة البحثية لم تثبت علاقة مؤكدة بينهم.

  • البيئة المادية لإجراء المسح

البيئة المادية قد يكون لها تأثير على المشاركة في المسح، فعلى سبيل المثال: قد لا يكون لرجال الأعمال موقف إيجابي نحو المسوح ويرون أنها مضيعة للوقت ويزداد هذا الشعور إذا كان حال المنشأة الاقتصادي ليس جيدا.

  • المحاور

يظل المحاور هو العامل الأكثر أهمية لتحفيز المستجيب على المشاركة وضمان جمع بيانات جيدة، حيث أن هناك 3 مصادر أساسية من التحيزات التي تنتج عن المحاور في عملية المشاركة للمستجيب في المسح:

  • خصائص المحاور: يلعب عمر المحاور ودينه وحالته الاجتماعية والاقتصادية دورا في مشاركة المستجيب في المسح، فقد يكون من غير المرجح الاعتماد على الطلاب لتجميع بيانات المسح، لأن سنهم الشبابي النسبي قد يخلق مشاكل في الحصول على إجابات من كبار المسؤولين في المنشآت.
  • العوامل النفسية: مثل توقعات الباحثين وتصوراتهم عن المشاركة في المسح، فالمحاورين الذين يرون أن المسح سيكون صعبا سيؤثرون على المسح، ولذلك يجب فهم القوى النفسية للمحاورين والدوافع الخاصة بهم للمشاركة في المسح.
  • العوامل السلوكية: الخبرة ومعرفة تقنيات إجراء المقابلات، والتعامل مع المواقف الصعبة.

سيكولوجية المستجيب

تؤثر الحالة النفسية والمزاجية للمستجيب على المشاركة في المسح، ويجب على المحاور إدراك تلك الحالة في بداية المقابلة والتعامل معها، وهناك عدة معايير اجتماعية تعمل في ذهن أي شخص عند اتخاذ قرار المشاركة في المقابلة، ومن أهمها:

  • المعاملة بالمثل: حيث يشعر الشخص بوجوب رد الجميل، الهدية، الدعوة أو الاهتمام للشخص الآخر، وهو الأساس الذي تم بناء عليه وضع حوافز مقابل لتنازل المستجيب عن وقته واستجابته للمشاركة في المسح.
  • الاتساق: حيث يرغب الشخص أن يكون متسق مع موقفه من قضية معينة أفصح عن اتجاهاته ناحيتها، ولا يرغب في أن يظهر غير منطقي وهو الأساس الذي استند عليه إعطاء المبحوثين شهادات ثناء (وإن كانت ممارسة غير شائعة نظرا لما قد تسببه من تحيز)
  • الدليل الاجتماعي: حيث يتبنى الأشخاص نفس الاعتقادات والسلوكيات التي يراها الآخرين صحيحة، لذلك كلما اتسع نطاق المشاركة في المسح كلما زاد تعاون من لديهم تحفظات على المشاركة.
  • السلطة: يوافق المستجيب على المشاركة إذا كانت الجهة القائمة بالمسح شرعية من وجهة نظره، مثل جهة حكومية.
  • الندرة: يكون المستجيب أكثر عرضة للمشاركة إذا رأى أن فرصة المشاركة في المسح محدودة على فئة معينة أو أشخاص بعينهم.
  • الإعجاب: يميل المستجيب للمشاركة مع الأشخاص الذين يشبهونه أو يمدحونه أو تعجبه شخصياتهم.
  • وقد أضاف البعض عامل آخر وهو “الرغبة في المساعدة”

كل هذا يوضح أنه لا توجد استراتيجية محددة تعمل على رفع معدلات المشاركة في المسح بشكل عام، وأن لكل مسح ظروفه ومواقفه الخاصة والتي يجب التدرب جيدا للتعامل معها.

التدريب

إن تصميم استبيان جيد خطوة مهمة وقد يمكن تحقيقها بسهولة، ولكن السؤال المصمم جيد يمكن أن يجمع معلومات غير دقيقة إذا قرأه المحاور بطريقة غير صحيحة أو سجل الإجابة بشكل خاطئ.

من أهم سمات المحاور التي لها تأثير على المشاركة في المسح، هي:

  • العمر: في مسوح الأعمال يكون المستجيب في الغالب متوسط العمر، لذلك يؤدي توظيف محاورين صغار السن إلى عدم مشاركة المستجيب فهو قد لا يمتثل لشاب حديث السن مقارنة به حتى لو كان ذو خبرة، حيث أن العمر يلعب دور مهم على شرعية الدراسة من وجهة نظر المستجيب.
  • الخبرة: حيث أن لها تأثير أكبر من العمر على المشاركة، فالمحاور ذو الخبرة يتمتع بمجموعة من الاستراتيجيات المختلفة التي يمكنه استخدامها لإقناع المستجيب بالمشاركة والتعامل مع الحالات المختلفة في المسح.
  • التدريب: ليس هناك شك أن التدريب له تأثير إيجابي على كل من جودة البيانات وكمية المقابلات المنجزة، فوفقا لدراسة أجراها المكتب الإحصائي الأمريكي باستخدام نفس الاستبيان لمجموعتين من المحاورين، وتبين أن المجموعة التي تدربت أقل من المجموعة الأخرى لديها نسبة أخطاء أعلى بـ 13% مقارنة بنظيرتها.

ويتعين على مدير المسح أن يقوم بعمل محاكاة للمقابلات يقيس بها قدرات المحاورين، وينقل لهم الغرض من الدراسة، ويقدم لهم التدريب أن الاستبيان ليس مجرد طرح للأسئلة، لأن الحماس والاهتمام واحترام المستجيب لدى المحاور سينعكس حتما على المستجيب.

نصائح عملية للتدريب

هناك مجموعة من النصائح الخاصة بقواعد سلوكية ومهارات اجتماعية لتدريب المحاورين المحتملين:

ما يجب أن يفعله المحاور وما لا يفعل

  • كن مستعدا

يجب على المحاور فهم الدراسة وحفظ الاستبيان عن ظهر قلب، ويكون منظم وقادر على تقديم المعلومات والإجابة على المستجيب.

  • كن شخصا محببا

يجب أن يقدم المحاور نفسه بشكل ودود ولكن باحتراف، ويجب أن يكون مهذبا دائما خاصة إذا كان سلوك المستجيب فظ.

  • كن إيجابيا

يجب أن يستخدم المحاور أفعال وعبارات إيجابية تظهر إيجابيات المسح، لأن المستجيب يرفض التعامل مع السلبيين.

  • كن متجاوبا مع الموقف الذي تواجهه

إذا كان المستجيب مشغولا، أو في مزاج سيء، فيجب الاعتذار له وعرض عليه التواصل في موعد مختلف.

  • كن محايدا

يجب أن تظهر الاهتمام والتقدير لإجابات المستجيب، ولكن لا تتطوع بأي معلومات شخصية ولا تشارك آرائك معه.

  • لا تكذب

يجب الإجابة على الأسئلة بصدق وعدم الكذب على المستجيب.

  • لا تجعل المستجيب يهابك

يجب أن يحافظ المحاور على مسافة جيدة في التعامل مع المستجيب، ويجب ألا يذكر الالتزامات القانونية للمشاركة.

  • لا تتعجل

إذا كان المستجيب مشغولا، يمكن العودة في وقت أكثر ملائمة، وعدم الاستعجال لإتمام المقابلة.

  • لا تتجاهل

يجب ألا يتجاهل المحاور تعبيرات المستجيب عن القلق والتردد، ويجب أن يرد على جميع أسئلته، وفي حالة عدم قدرة المحاور على الإجابة يجب الاعتذار للمستجيب وإبلاغه بأن المشرف سيتواصل معه.

ضمان المشاركة

التواصل المبدئي

  • التوقيت والمكان

يجب إجراء المقابلة في الوقت والمكان المناسب للمستجيب. فعلى سبيل المثال: في مسوح الأعمال يكون ذلك خلال ساعات العمل للمنشآت التي يتم مسحها، وإذا أراد المستجيب إنهاء المقابلة فيحاول أن يحدد موعد لاحق لها، أو إنهائها قبل المغادرة.

  • الانطباع الأول

يجب أن تؤخذ العوامل الاجتماعية والثقافية في الاعتبار عند التحضير للمقابلات، فيجب على المحاور أن يرتدي ملابس تتناسب مع خصائص المستجيب والبيئة التي يتم فيها المقابلة.

  • خلق التفاعل والحفاظ عليه

لا توجد طريقة واحدة صحيحة لتقديم الاستبيان، يجب على كل محاور تطوير وممارسة طريقته التمهيدية حتى يأتي بشكل طبيعي، وفقا للقواعد العامة التالية:

  • الافتتاحية

يجب أن يقوم المحاور بتعريف نفسه، وشرح سبب وجوده، والمنظمة التي يمثلها، وعندما يكون هناك فرصة فيمكنه إعطاء تعليقات إيجابية حول الأشياء التي يراها في محيط إجراء المقابلة، مما يسهل إجراء المقابلة.

  • شرح الدراسة

يجب أن يشرح المحاور الهدف من الدراسة، وألا يفترض أن المستجيب على علم بالاستطلاع حتى وإن تم إرسال خطاب مسبق له، كما أن هذه المرحلة تصحح المفاهيم الخاطئة، فقد يظن المستجيب أن الهدف من المقابلة هو نشاط تجاري.

يجب إبراز 3 نقاط أساسية في خطاب المحاور، وهي الغرض من المقابلة والجهات الراعية، والفوائد العائدة على المستجيب، وسرية المعلومات التي يتم تجميعها، ومن المفيد أيضا توفير كتيب صغير عن المسوح المماثلة، وأن يستعد المحاور إذا تتطلب الأمر أن يقدم معلومات إضافية عن طرق تكوين العينة، وكيفية اختيار المستجيب.

  • التكيف

بعد البيان التمهيدي للمقابلة، يقوم المحاور الناجح بتكييف نهجه مع السلوك اللفظي والجسدي للمستجيب، ولذلك يجب أن يكون لدى المحاور مجموعة متنوعة من الإشارات والعبارات التي يمكن استخدامها في المواقف المختلفة، ولديه القدرة على تفسير كلمات المستجيب وسلوكه، بالإضافة إلى تطبيق الأساليب المناسبة في الاستجابة مع المستجيب.

التعامل مع الإحجام عن المشاركة

هناك 3 استراتيجيات للتعامل مع الإحجام عن المشاركة، وهي:

  • فهم نفسية المستجيب وتكييف رد الفعل المناسب تجاهه.
  • ·          إبراز الجوانب العملية وفوائد المشاركة في المسح.
  • طمأنة المستجيب والتصرف بطريقة لا تجعله يهاب.

قد يحدث الرفض أو الإحجام عن المشاركة في أي نقطة أثناء الاتصال الأولي، والذي يمكن أن يظهره المستجيب ليس فقط لفظيا ولكن أيضا سلوكيا، مثل النظر بعيدا، أو النظر في الساعة، أو فحص الأوراق والمستندات، وغيرها، فيحتاج المحاور إلى التكيف مع كل الحالات المختلفة لكسب التعاون، ومن أهم ما يجب أن يمتلكه المحاور من مهارات ما يلي:

  • مراقبة علامات الشك أو الخوف أو التردد
  • الاستماع الجيد إلى ما يقوله المستجيب وكيف يتحدث
  • تكييف منهجه أو أسلوبه بما يتناسب مع الوضع
  • الاستعداد لتغيير استراتيجية التعامل بما يناسب الموقف

قياس نفسية المستجيب

يلعب علم نفس المستجيبين المستهدفين دورا حاسما في الامتثال لتحقيق مقابلة ناجحة، من خلال استخدام عدة قواعد نفسية أساسية:

  • قاعدة الاتساق

أن يحدد المحاور ما إذا كان هناك ترابط أو اتساق بين المستجيب والغرض من المسح، فعلى سبيل المثال: إذا كان المستجيب يعمل في جمعيات لتنمية بيئة الأعمال، فيمكن للمحاور ربط ذلك بأهمية المشاركة في مسح الأعمال.

  • الدليل الاجتماعي

قد يسأل المستجيب عما إذا كان هناك أشخاص آخرون شاركوا في المسح، وهذا بسبب عدم يقينه أو قلقه، وهنا يجب أن يستغل المحاور هذه النقطة ويحدثه عن حجم وتوزيع العينة وأثر ذلك على السياسات التي سيتم اتخاذها بناء على المسح.

  • الندرة

نظرا لأن الأشخاص يقدرون الفرص عندما تكون نادرة، فيمكن للمحاور أن يستخدم تلك القاعدة بقوله “أن هناك عدد محدود من رواد الأعمال الذين لهم فرصة المشاركة ولم يتبق سوى أيام قليلة لإنهاء المسح”، مما يساعد في تعزيز المشاركة.

  • السلطة

قد يسأل المستجيب عمن وراء تلك الدراسة، فهنا يجب أن يوفر المحاور كافة المعلومات عن الجهات الراعية والمنفذة للمسح، والتأكيد على تلك الجهات التي قد تعزز من المشاركة.

  • الإعجاب

يمتثل المستجيب إلى الشخص الذي يشبهه في الاهتمامات والخلفية، ويميل لمن يمدحه، وبالتالي قد تلعب المجاملة دورا فعالا في المشاركة، ولكن ينبغي أن يكون الثناء بسيطا وعاما وصادقا لأن المستجيب إذا شعر بالتلاعب سيستجيب بشكل سلبي.

التعامل مع المشكلات العملية

قد يقدم المستجيب أعذارا مختلفة لعدم المشاركة، وهناك عدة أعذار من المستجيب قد تواجه المحاور وكيفية التعامل معها:

  • أنا مشغول جدا وليس لدي وقت

إذا كان المستجيب لديه ولو دقائق فيمكن للمحاور طرح أهداف الدراسة، وتنسيق موعد آخر للمقابلة قبل المغادرة.

  • أنا غير مهتم

يجب أن يحاول المحاور لمعرفة السبب الدقيق للرفض، أو سؤاله إذا كان يواجه أي أمر متعلق بالمسح، مما قد يعزز من مشاركته فيه، ولكن إذا أصر على الرفض يجب أن يتركه المحاور لأن مشاركته وهو غير مهتم قد تضر بنتائج الدراسة.

  • هل يجب أن أقوم بذلك؟

يجب أن يتحلى المحاور بالصدق، وأن يقول للمستجيب أن ليس عليه أي التزام قانوني بالمشاركة، ولكن يجب التأكيد أن مشاركته مهمة في الدراسة.

  • كم الوقت الذي سيستغرقه الاستطلاع؟

يجب أن يؤكد المحاور على أن الطول الفعلي للمقابلة يعتمد بشكل كبير على المبحوث نفسه، كما يجب على الباحث أن يذكر أقرب تقدير متوقع للوقت وفقا للاختبار التجريبي الذي تم إجراؤه.

  • ما الفائدة التي سأحصل عليها؟

هذا هو الاعتراض الأكثر شيوعا ويجب أن يكون المحاور مستعدا للتعامل معه بشكل منهجي، ويمكن الإشارة إلى الفائدة العملية للمسح، مثل تحديد المشكلات التي تواجها بيئة الأعمال والعمل على حلها.

  • ما هو موضوع هذا الاستطلاع؟

يجب أن يقدم المحاور اعتذار للمستجيب لعدم إخطاره مسبقا بموضوع المسح، وأن يقدم له كافة التفاصيل التي تساهم في تعزيز وضمان مشاركته.

  • لماذا أنا؟ أنا لا أعرف كثيرا عن هذا الموضوع

يجب أن يطمئن المحاور المستجيب من خلال التأكيد أن وجهة نظر الجميع مهمة، وأن رأيه ذو قيمة ومهم في الدراسة.

  • هل يمكنك أن تأتي في وقت آخر؟

يجب أن يعتذر المحاور عن الوقت غير المناسب، وأن ينسق موعد آخر ملائم للمقابلة.

  • هذا سؤال حساس جدا

يجب أن يؤكد المحاور على سرية البيانات، وأن يستعد لتقديم تفاصيل أكثر عن الخطوات المتخذة لضمان ذلك، وأن المستجيب له مطلق الحرية في عدم الإجاب على الأسئلة التي لا يرغب في الإجابة عليها.

  • ما نوع الأسئلة التي ستطرحها؟

يجب أن يطمئن المحاور المستجيب ببعض الأمثلة عن الأسئلة التي سيطرحها، وهنا قد تكون فرصته لبدء المقابلة.

  • لقد فعلت ذلك من قبل وبدون أي فائدة

يعتبر هذا هو أصعب تحدي للمحاور لأنه يجب أن يظهر قيمة الاستطلاع للمستجيب، وهنا يجب التركيز على الجوانب الجديدة في المسح والجوانب العملية.

وقد يواجه المحاور ظروف مختلفة أخرى، مثل:

  • المستجيب المستهدف غير موجود

هنا يجب تنسيق موعد قريب عندما يكون المستجيب متاح.

  • المستجيب لا يتجاوب مع المحاور

يجب هنا أن يسعى المحاور أن يشارك المستجيب بأسئلة مباشرة مرتبطة بالمسح تجعله يجاوب معه، مثل “ما هي أكبر مشكلة تواجها الآن”.

  • المستجيب يفرط في الاستجابة بالعديد من الأسئلة

هنا يجب على المحاور أن يستمع إليه ويبتسم، وأن المستجيب قد يذكر ملاحظات سلبية عن المسح أو ما إلى ذلك، ولكن المحاور يجب أن ينصت له ويركز على سمات المسح لأن المستجيب قد يفعل ذلك لاختبار قدرات المحاور.

  • رفض المستجيب الاستطلاع

قد يحدث الرفض لعدم الاطمئنان بشكل كاف أو أن المستجيب يرفض بشكل قطعي وهنا يجب احترام رغبته دون نقاش عميق، ولكن على أية حال يجب فحص سبب الرفض، وأن يدرك المحاور أن بشكل عام يميل المستجيبون للمشاركة، وأن بعضهم يكون لديهم شك ويحتاج إلى إقناع، وأن القلة منهم من يرفضون بشكل قطعي.

  • المقابلة ثنائية المحاور

أن تتم المقابلة بوجود محاورين، أحدهما لطرح الأسئلة والآخر لتدوين الإجابات مما يسرع من عملية إجراء المقابلة، وعلى الجانب الآخر لا يفضل وجود اثنان من المستجيبين في آن واحد، حيث أن في أسئلة الآراء يمكن أن يؤثر الطرف الثالث على الإجابات المطروحة.

  • المبالغة

قد يبالغ المستجيب في التعبير عن نفسه أمام المحاور ليظهر بصورة معينة أو يترك انطباعا إيجابيا، وهنا يجب أن يشير المحاور بشكل واضح أنه لا يتأثر بتلك الأمور وأن ما يهمه فقط هو رأي المبحوث أيا ما كان.

  • رد غير صحيح

إذا شعر المحاور أن المستجيب لا يجاوب بصدق، فيجب عليه طرح السؤال مرة أخرى باستخدام كلمات مثل “عذرا، دعني أتحقق، لست متأكد أني قد أوضحت لك ما اطلبه هنا، مما يعطي فرصة لتغيير المستجيب إجابته إن كانت غير صحيحة.

  • التظاهر بالاستعداد للتعاون

إذا شعر المحاور أن المستجيب غير مهتم بالمشاركة بشكل حقيقي، فيجب على المحاور التأكيد على جدية المهمة وأنه لا يهتم إلا بالإجابات ذات المغزى، وإذا ظل عدم الاهتمام فيجب ألا يكمل المقابلة.

  • توزيع الاستبيان على المستجيبين

قد يطلب المستجيب الاطلاع على نسخة فارغة من الاستبيان قبل المقابلة، ولكن ذلك يسبب تحيزه لإجابة معينة بعد رؤيته للتعليمات والبدائل وغيرها، ولكن إذا أصر للحصول على نسخة من الاستبيان، فيجب إعطاؤه نسخة بها الأسئلة فقط.

إجراء المقابلة

أسلوب المقابلة

  • إن أسلوب إجراء المقابلة له تأثير كبير على النتائج، حيث يجب على المحاور أن يطرح الأسئلة، ويوضح دور المستجيب وأنه مطلوب منه تقديم إجابات دقيقة عن الأسئلة المطروحة دون الخوض في موضوعات ليس لها صلة الدراسة.
  • إن انتهاج المحاور أسلوب اجتماعي وعاطفي في المرحلة التمهيدية من الاستطلاع، قد يساعده على كسب التعاون والمشاركة ولكنه سيعطي انطباعا للمبحوث بأنه ليس عليه أن يعطي إجابات دقيقة مثلما سيحدث عند انتهاج المحاور الأسلوب الرسمي، وقد يكون هذا الأسلوب ملائم مع الأشخاص ذوي المستوى التعليمي المنخفض
  • يكون الأسلوب الرسمي الموحد مناسب مع فئات المجتمع ذات التعليم العالي، مثل هؤلاء المشتركين في مسوح الأعمال.
  • يجب أن يكون المحاور محايد وأيضا مقنع، حيث أنه إذا لم يتمكن من إقناع المستجيب بالمشاركة فلن تكون هناك فرصة ليصبح متواصل محايد لأن المقابلة لن تتم من البداية لعدم اقتناع المستجيب بها.

دور المستجيب

  • قبل البدء في طرح الأسئلة، يجب إيضاح الدور المطلوب من المستجيب في المسح له كموفر للمعلومات.

طرح الأسئلة

  • هناك نهجين لأسلوب طرح الأسئلة، الأول هو الأسلوب الهيكلي/المعياري وهو قراءة كل سؤال كما هو مكتوب بالتحديد، وترك أي تفسير يصل للمستجيب، ويجادل البعض أن هذا النهج يقيد صحة الإجابات لأن كل مستجيب قد يفسر السؤال بشكل مختلف، وبالتالي هناك خطأ قياس محتمل في الأسئلة، والنهج الآخر هو النهج المرن الذي يقوم فيه المحاور بطرح الأسئلة بأسلوبه بشكل يضمن فهم المبحوثين لها.
  • لا يوجد دليل قطعي أن هناك نهج أفضل سواء النهج المعياري الموحد لطرح الأسئلة أو النهج المرن الذي يستخدم فيه المحاور كلماته الخاصة.
  • هناك أدلة تجريبية كثيرة تشير إلى أن مجرد تغيير كلمة واحدة في السؤال قد تغير نمط الإجابات بشكل كبير، ولكن هذا لا يضمن تحقيق تحسن في الإجابات دائما باستخدام النهج المعياري.
  • بشكل عام، يجب على الباحث قراءة الاستبيان بنبرة صوت محايدة وكما هو مكتوب، وأن يقرأ مرة أخرى على المستجيب السؤال إذا لم يفهمه، ولكن إذا ظل الأمر غامض بالنسبة للمبحوث بعد المرة الثانية فيجب أن يكون هناك مساحة معقولة للمحاور لتوضيح السؤال مادام حافظ على معنى السؤال كما هو بعد شرح التفسير بشكل غير موجه.

التحقق

  • أحد الجوانب المهمة لعملية المقابلة هو كيفية التحقق عندما يقدم المستجيب إجابة غير كافية، سواء كانت غير كاملة أو غير دقيقة أو غير ملائمة، فالتحقق هو أن يطلب من المستجيب أن يقدم معلومات أو توضيحات إضافية لإجابته.
  • يعد من أصعب مهام المحاور لسببين:
  • يجب إجراء التحقق بطريقة غير موجهة، ولا تقود المستجيب نحو إجابة معينة.
  • من الصعب تحديد متى تحتاج الإجابة لتحقق، وأن مزيد من التحقق قد يزعج المستجيب ولا يكمل المقابلة.
  • أول طريقة للتحقق هي إعادة قراءة السؤال نفسه مرة أخرى سواء في أسئلة الحقائق أو أسئلة الرأي.
  • يمكن استخدام التحقق عن طريق تعبيرات محايدة مثل “هل يمكنك إخباري بالمزيد عن ذلك؟”، “هل يمكنك أن تشرح لي أكثر ما تقصده؟”، “هل هناك تفسيرات أخرى؟”.
  • لا يفضل الصمت طويلا عند الرغبة في التحقق، ولا يجب تلخيص إجابات المستجيب من أجل الحصول على مزيد من المعلومات حيث قد يقوم الباحث بتلخيص الإجابة بشكل خاطئ مما يخلق تحيزا.

الحث/الدفع

  • ويعني ذلك اقتراح بعض الإجابات أو البدائل بحيث يتم توضيح معنى السؤال بدقة ويمكن للمستجيب تقديم إجابته بسهولة، ويكون ذلك مفيدا عندما يكون للسؤال مجموعة واسعة من المعاني أو أن يكون السؤال متطلب جهد كبير من المبحوثين، ولا يمكن استخدام ذلك إلا وفقا للتعليمات الموجودة في الاستبيان.

تقديم التعليمات والتعليقات/التغذية العكسية

  • يتم إضافة التعليمات لتسهيل عملية إجراء المقابلة، ويجب أن يقرأها المحاور قبل طرح السؤال، فالتعليمات تطلب من المستجيب أن يفكر جيدا قبل الإجابة، أو تذكيره بضرورة تقديم إجابات دقيقة وكاملة.
  • تستخدم التعليقات/التغذية العكسية لتصرح عن أداء المستجيب، ويجب أن تكون غير موجهة ويمكن أن تتضمن عبارات مثل “شكرا لك على صراحتك” أو “لقد أجبت بسرعة، قد تكون نسيت كل التفاصيل، هل يمكنك التفكير مرة أخرى؟”.

إنهاء المقابلة

  • يجب أن يشكر المحاور المستجيب على مشاركته، والتأكد من أنه قد أجاب على كل الأسئلة التي يجب الإجابة عليها.
  • يجب الحصول على إذن الاتصال بالمستجيب مرة أخرى في حالة اكتشاف أي خطأ بالبيانات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *